وزارة الصحة مطالبة بغربلة الإجراءات الإدارية المنظمة للعمل في مرافقها.. برأي وليد الغانم
زاوية الكتابكتب يناير 4, 2016, 11:06 م 510 مشاهدات 0
القبس
مستشفى الأميري.. 'خرًي مرًي'!
وليد عبدالله الغانم
«كشفت مصادر مسؤولة في وزارة الصحة عن تشكيل لجنة للتحقيق في حادثة انتحال مواطن صفة طبيب في قسم الحوادث بالمستشفى الأميري، موضحة أنه وفور الانتهاء من التحقيق سيتم رفع نتائجه إلى المسؤولين في الصحة». (القبس 2015/12/31)
هذه قصة ولا في الخيال، طبيب يدخل المستشفى الأميري، ويلتحق بأحد الأقسام، ويستقبل المرضى في العيادة الخارجية، ويفحصهم، ويطلب المساعدة من الممرضين، ويصرف للناس الأدوية، ويُجري لهم التحاليل، ويطلب منهم المبيت في المستشفى أو يرخص لهم بالعودة إلى منازلهم، وربما يقرر لهم إجراء عمليات عاجلة، ثم اكتشفت إدارة المستشفى أنه طبيب مزوّر، وينتحل شخصية طبيب!
أحاول استيعاب هذه الحادثة، لكنها لا تمر! «شلون يعني» طبيب مزور يعمل في المستشفى الأميري؟! كيف التحق بالعمل؟ أين مدير المستشفى ونائبه؟ أين مسؤول العيادات الخارجية؟ هل يعقل أن لا أحد سأل هذا الطبيب من أين جاء، ومن كلفه؟ وأين قرار تعيينه؟ وما موقعه السابق؟! طيب، ألا توجد هويات عمل رسمية واختام للأطباء ونشرات رسمية تحدد توزيعهم على المرافق الصحية؟!
قد تستغرب عزيزي القارئ ـــ كما سيستغرب معك مسؤولو «الصحة» ـــ إذا علمت ان هذه ليست اول مرة يخترق فيها شخص وزارة الصحة ويمارس مهنة الطب والجراحة، وهو مزوّر! فقد سبق قبل سنوات اكتشاف طبيب جراح مزور في مستشفى مبارك، بعد ان قضى عدة شهور في وظيفته، بل وتلقى أثناءها تقارير بالامتياز، ولم يكتشف الا بعد تقديم شكاوى من المراجعين لتصحو بعدها وزارة الصحة، لكنها ـــ كما يبدو ـــ رجعت ونامت من جديد!
يحق لنا أن نتساءل: كم لبث الطبيب المزوّر في الاميري؟ ماذا عمل تلك الفترة؟ ما الحالات التي راجعها، وما توصياته الطبية؟ وماذا جرى لهم بعد ذلك؟ أم انه «قزرها» على الناس، كما المستوصفات «حبتين بنادول عند اللزوم؟».. واذا كان هذا الاختراق الفاضح وقع في «الاميري» فما حال باقي المستشفيات والمراكز الصحية؟!
نطالب وزارة الصحة بالشفافية في إعلان نتائج التحقيق، وإعادة غربلة الإجراءات الادارية المنظمة للعمل في مرافقها، والآن لا نملك اذا دخلنا اي مستشفى او مستوصف الا ان نطلب من الطبيب المعالج ان يُقسم لنا على أنه طبيب حقيقي، وأن يحضر معه اثنين من الشهود، «وعسانا نتطمن».. والله يرحم الحال!
تعليقات