حمود الحطاب متسائلاً: هل هناك ضرر يلحق تركيا من تفويت خطط الاعداء ضدها ؟!
زاوية الكتابكتب يناير 4, 2016, 12:01 ص 710 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات - تركيا ومن حولها على طاولة شطرنج
د. حمود الحطاب
بعد منتصف ليلة البارحة بعث إليَّ صديق عزيز رسالة «واتس آب» يستنكر فيها على تركيا السعي إلى تحسين علاقتها بكيانات هي عدوة في الأصل، ومنها ما يسمى اسرائيل، فكتبت اليه هذه الرسالة التي بين أيديكم. طريقة السيد طيب رجب اردوغان، رئيس الجمهورية التركية الشقيقة في التعامل مع جميع الدول هي تقديم مصلحة تركيا العليا الستراتيجية المشروعة فوق الطاولات السياسية وإدارة المواقف لصالحها، فتركيا تسعى جاهدة الى تحقيق أهداف ستراتيجية عظيمة لها، حددت لها عام 2023 لتحقيقها، وهي أن تكون أقوى دولة في العالم عسكريا واقتصاديا وعلميا وسياسيا، وبعكس ما تسعى إليه تركيا من أهداف فإن القوى العالمية تسعى من جانبها إلى تحطيم هذه الأهداف وذلك بزج تركيا في مشكلات تعصف بها، بل وتدمرها، ومن ذلك محاولات جرها إلى الحروب حولها قبل نضج مشروعها، ولم يستطيعوا جرها مبكرا ولا متأخرا في حرب سورية أو العراق، وكان التحرش الروسي بتركيا عسكريا واضحا في أهدافه عندما حاولوا إهانتها باختراق اجوائها بهدف ايقاعها في حرب مع روسيا فعالجت تركيا الموقف بمحدودية وكرامة، وأسقطت وبجدارة طائرة التحرش الروسية «السوخوي»، ولم تدخل حربا طاحنة مع روسيا، فاستخدموا ضدها سلاح المقاطعة الخائبة التي اضرت روسيا أكثر- سعر الطماطم, في روسيا أصبح دولارات عدة بعد هذه المقاطعة المتهورة المضحكة -فهناك حرب باردة كبرى تشن ضد تركيا لايقاف نموها وتقدمها، وتركيا تلعب على الطاولة نفسها في هذه التحركات ،ومنها عدم الايغال في ايذاء مخططاتها التنموية بالانجراف وراء خطط اسقاطها. ولذلك فهي تنمي العلاقة مع العراق وايران مثلا، وهي لاتتوافق ايديولوجيا مع توجهاتهما، وأما عن تحركاتها مع اسرائيل فهي بهدف قطع الطريق على المخططات العالمية لإضعاف تركيا التي تحقق اكتفاءات ذاتية في مجالات كثيرة . وعلاقة تركيا مع ايران والعراق وروسيا وإسرائيل التي تخالفهم تركيا في فلسفة سياستها علاقات تكتيكية تهدف إلى تفويت الفرص على الأعداء لإضعافها وتهدف إلى الحفاظ على منجزاتها التنموية في سبيل تركيا العظمى2023. وعن علاقات تركيا مع دويلة اسرائيل فهي كانت قائمة قبل مجيء حزب التنمية والعدالة للحكم… تركيا محاطة بجوارات ستراتيجية معادية لها باطنيا في الأكثر، والعالم المعادي لها يسعى لايقاعها في الضرر من جيرانها، وهي تفهم هذه الستراتيجية الدولية في محاربتها وتلعب سياسيا وتكتيكيا على الطاولة نفسها في مبادلة خطط بخطط. كان الله في عونها في خلق توازنات حولها لتفويت الفرص على الاعداء المتربصين واستخدام مكر الآخرين ضدها بمكرها ضدهم بنفس السلاح, وتركيا قادرة سياسيا على إدارة هذه اللعبة لصالحها. فهل هناك ضرر يلحق تركيا من تفويت خطط الاعداء ضدها؟ وأظن أن تركيا سعت في تحركها الأخير مع العدو الصهيوني لفك الحصار عن غزة وقيام تركيا بإعادة البنية التحتية لغزة التي تعاني الأمرين… وكان هناك لقاء بين قادة «حماس» والأتراك قريبا، وبالتأكيد قد بحثت مثل هذه القضايا بين الطرفين ولمصلحة غزة أيضا. تركيا تواجه تحريك القوى المعادية لها في داخلها مثل حزب «بي كاكا» أيضا فليس من مصلتحها تشتيت جهودها… وضع تركيا لا يقاس عليه بأوضاع لاتتشابه معه حين ندرك اسرار مواقفها.. وحسبي الله على عدوك يا غالي …تعبتني.
تعليقات