كلنا كلمة في فم الوطــن
محليات وبرلماننوفمبر 26, 2008, منتصف الليل 704 مشاهدات 0
كلما زادت المحن...حولها أو قسا الزمن...أصبح الناس كلهم...كلمة في فم الوطن.
نعم الوحدة الوطنية أولا وأخيرا
صرحت الدكتورة فاطمة العبدلي الأمينة العامة لشبكة المرأة الكويتية والمرشحة السابقة لمجلس الأمة الكويتي، بأن تجارب الشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال والبقاء والنماء- أثبتت أنه لا يمكن تحقيق أهدافها النبيلة بدون وحدة وطنية حقيقية تشحذ جميع الهمم والطاقات وتزجها في معترك الحياة من أجل تنمية حقيقية مستدامة تُباهي بها الأمم، كل ذلك في ظل عدالة سامية انطلاقا من دساتيرها الديمقراطية. وفي حالنا الكويتي، فان الانقسامات على الساحة السياسية ومحاولة كل قوة احتكار الحقيقة وفرض برنامجها على مجمل الشعب الكويتي، أثبتت أنها لا تُسهم في تعزيز الديمقراطية الكويتية العادلة من أجل حماية الوجود الكويتي بل بالعكس أسهمت بمزيد من التشرذم والإحباط. وأن حب الوطن لا يرتبط بمذهب أو قبيلة أو مال أو جاه...فكلمة الوطن هي السلعة التي يرخص لها كل غالي ونفيس.
كما أن استئثار هيمنة فكر وبرنامج سياسي بعينه على الساحة من أجل مصالح خاصة وفئوية تحت شعار تطبيق الدستور من قبل من انتخبهم الشعب، لا يخدم المصلحة الوطنية كون ذلك ينفي مبدأ التعددية الصحية، الواجب توافره للعمل الديمقراطي الوطني الصحيح وعلى مختلف الميادين للوصول لأفضل النتائج والحلول. هذا ناهيك، عن المواقف الدولية التي قد تتخذ موقفا عدائيا ضد الكويت نتيجة عدم تطبيق مواد الدستور تحت مظلة حماية حقوق الإنسان لمزيد من الحريات بل بالعكس للحجر على كل ما هو ديمقراطي.
وشكرت الدكتورة العبدلي صاحب سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي لو لا حكمته القيادية وحنكته الدبلوماسية وبمساندة ورؤية كل حكماء هذا الوطن في نزع فتيل الأزمة السياسية الأخيرة التي كادت أن تشتعل نيرانها الطائفية-القبلية بين الشعب، لما هدأت أحوالنا ولما بدأت حياتنا الطبيعية تعاود مسيرتها في أحضان هذا الوطن. هذه المكرمة الأميرية في تهدئة الأوضاع التي جاءت لتُذكرنا جميعا أن هذا الشعب له تاريخ مجيد يوم كنا جميعا كلمة في فم الوطن يوم 2/8/1990... عندما زادت المحن حولنا... وقسا الزمن علينا إبان الغزو العراقي الصدامي. ولولا حكمة الله ودعاء المخلصين وحب كل الكويتيين لوطنهم واحترامهم للدستور وتأييدهم للشرعية الوطنية والقيادة الحكيمة لإدارة هذه الأزمة من خارج البلاد، لما عادت الكويت الغالية إلى أحضان كل الكويتيين من أفراد الشعب وآل الصباح الكرام، وكل حضري وقبلي، وكل سني وشيعي، وكل فقير وغني، وكل امرأة ورجل، وكل شاب وعجوز.
نعم الكويت أولا وأخيرا في السراء والضراء، ولا نريد أن تكون هذه التهدئة التي منَ الله بها علينا وبقيادة أميرنا حفظه الله، لا نريدها أن تكون بمثابة المهدئ اللحظي لأوجاع الوباء الطائفي الذي كاد أن يفتك بنا. بل لنجعل هذه التجربة خير محطة نقف عندها ونستعيد بها قوانا الوطنية العقلية والعاطفية، ونسخرها في تطبيق دستور 1962، ونعزز من دورنا جميعا في حماية تطبيق هذا الدستور. وخاصة التعاون الوطني الديمقراطي وتقوية الجبهة الداخلية وتعاون السلطات الثلاث من أجل تحقيق المزيد من العدالة والأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص، ومزيد من مشاريع الإصلاح ومحاربة الفساد. هادفين للكويت مزيدا من التألق في المحافل الدولية التي تأخذ بالرأي والرأي الآخر واحترام إنسانية الإنسان..الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى: «لاَ يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِن دُعَآءِ الْخَيْرِ وَإِن مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ» (فصلت/49) والتي تبين وتؤكد إذا لامست الإنسان شهيق الشرّ فانّه يسقط مباشرة من قمّة الحرص إلى وادي اليأس والقنوط.
ولخصت الدكتورة العبدلي مطلبها الوطني بمناشدة الجميع بتبني رؤية الوحدة الوطنية المستندة إلى وثيقة الدستور وإلى برنامج سياسي وطني حكومي – برلماني ذو أبعاد تنموية وخطط إستراتيجية وطنية ذات خارطة طريق واضحة تتفق وتنسجم مع مطالب الشعب ومع الشرعية الدولية. وأكدت أن هذا الهدف هو البديل الأوحد والأفضل لهذا الوطن بدلا عن مظاهر الانشقاق والانقسام والتشرذم والصراع. وأن بتبني هذا المنهاج من شأنه أن يُخفف من حدة الأزمات المحيطة بنا وخاصة الأزمة الاقتصادية وتخفيف معاناة الشعب والسعي للحصول على مزيد من الحريات والفرص.
وختمت الدكتورة العبدلي بيانها، أنه بوحدة الكلمة يُمكن مواجهة كل الصعاب وكل أشكال العنف والإرهاب الفكري والعاطفي بل والبدني، ومخاطبة العالم أجمعه بالكلمة التي يلتف حولها جميع أبناء الكويت، فالوحدة الوطنية أولا وأخيرا...
فالكويت بلادنا... وأرواحنا سورها... وإصرارنا نورها... وهذي الكويت صل على النبي ... إهيا ديرتنا وفيها اللي نبي.
تعليقات