السطحية باعتقاد صالح الشايجي غشيت المجتمعات العربية
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2015, 11:29 م 551 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - هكذا تموت المجتمعات
صالح الشايجي
انسحاب ذوي القدرة والموهوبين وأصحاب العطاء والمفكرين والقادرين على إحداث التغيير والارتقاء بالمجتمع، أمر في غاية الخطورة يشيع السطحية والتفاهة والهشاشة في المجتمع.
وهذا واقع في مجتمعنا مثلما هو واقع في المجتمعات العربية الأخرى، وهي آفة تهدد المجتمعات التي تتفشى فيها وتخلق من أهلها ناسا سطحيين قليلي الفهم والقيمة، فمن قل فهمه قلت قيمته.
وما يجب تأكيده هو أن أصحاب القدرة والموهوبين والعطّائين، لم ينسحبوا بإرادتهم، ولكنهم انسحبوا تعففا وترفعا عن السطحية التي غشيت تلك المجتمعات وتدني مستوى العطاء وشيوع ثقافات غريبة متدنية المستوى.
وجود المبدع الحقيقي في مثل هذه الحقول وفي واجهة العمل العام يدينه ويحسبه من ضمن تلك الصورة القميئة التي يبدو عليها مجتمعه، لذلك فإنه يؤثر الانسحاب مخلفا وراءه صورة جميلة وذكرى محببة لدى من عاصروه وعرفوه، وحتى لا يمحو ذلك الإرث الجميل الذي استقر في أذهان الناس عنه.
طبعا من أعنيهم فيما أكتب، ليسوا أفراد قطاع واحد، بل أعني القطاعات جميعا، سياسة وفنا وأدبا وإعلاما ورياضة وغيرها من أنشطة تبث الروح في مجتمعها وتغذيه وتنشطه.
ونتيجة لانسحاب أصحاب المواهب والمبدعين الحقيقيين ـ لا المزورين ـ نرى أن مجتمعنا تسطح وهان وكسل وخمل وتبلد.
آفة الآفات هي بالطبع في الحكومة ثم مجلس الأمة، وهما المؤسستان اللتان تقودان البلد وبأيديهما تقرير مصيره ورسم سياسته، ومن الظلم أن أخص الحكومة والمجلس الحاليين، بل هي تراكمات حكومات ومجالس، انحرفت بالمجتمع من طريق النهوض والصعود، إلى طريق الهوان والسهولة والاعتيادية التي لا تريد أصحاب المواهب، بقدر ما هي رهن للعامة والدهماء وكل عابر سبيل، يمكنه أن يسد هذا المنصب الشاغر كي يكتمل الركاب، ويطلق القطار نفيره إيذانا ببدء المسير الى الهاوية أو ما هو أشبه بها.
ولا ننسى آفة أجهزة الاعلام التي باتت مرتعا للجهلة وللمستعرضين أنفسهم كطبول فارغة، تسمع على البعد صوتها ولكنها جوفاء تملأ الريح والخواء أحشاءها، وإذا ما تمزق جلدها ألقي بها في أقرب مزبلة أو ربما أحرقت إمعانا في اهانتها.
تعليقات