لاءات بعض النواب على بعض الوزراء باعتقاد يوسف الشهاب ليست من الأعراف الدستورية

زاوية الكتاب

كتب 702 مشاهدات 0


القبس

شرباكة  -  أغلقوا الباب.. عن تدخلات النواب

يوسف الشهاب

 

أعطى «الدستور» كل سلطة دورها واختصاصاتها وحدد طبيعة العمل لكل منهما، حتى لا تتداخل الاختصاصات وتختلط الأوراق، وبالتالي تضيع كل سلطة في هذا الاختصاص وذاك تنازلاً أو فرضاً لأمر واقع من سلطة إلى الأخرى، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى «تنازع» في هذا الاختصاص، وربما «قفز» على ثوابت الدستور.. كعقد.. تدرك فيه كل سلطة ما لها وما عليها.
النائب.. يمثل «السلطة التشريعية» وعليه مسؤولية محددة بالرقابة والتشريع والمتابعة للأداء الحكومي من خلال «الوزير»، ومن حق هذا النائب أن يبدي رأيه في «قاعة عبدالله السالم»، ويبين لأي وزير ما قد يراه في وزارته من «أخطاء أو تجاوزات».. أو غيرها وصولاً إلى الغاية الأهم وهي «حركة الإصلاح» التي نريدها جميعا.. ومن واجب الوزير أن يأخذ الرأي النيابي حين يراه.. مستنيراً.. صالحاً للبناء والإصلاح وتقويم الإعوجاج.
وكل علاقة بين أي وزير ونائب يجب ألا تصل إلى الأخذ بالأمر الواقع والتهديد والوعيد للوزير بضرورة تنفيذ ما يريده هذا النائب.. وإلا ويلك ويا سواد ليلك يا الوزير.. وهو نهج لا يقره منطق ولا أعراف نيابية أو تشريعية، خاصة أن أي وزارة لديها استراتيجية سنوية للعمل، ولا يمكنها التغيير إرضاء لرغبة نائب وتوجهاته السياسية او الدينية.
لأن ذلك إن حدث وتحقق فلا يكون هناك دور للوزير يحدد الطريق الذي على وزارته أن تسلكه، يقبل بذلك ما دام على قناعة بدوره وقدرته على قبول المسؤولية التي جاء من أجلها.
اللاءات .. بعض النواب.. على بعض الوزراء.. ليست من الأعراف الدستورية، ولا تبني «الثقة» بين الطرفين.. فالنائب ليس من حقه التدخل في شؤون العمل في هذه الوزارة وتلك، وليس من حقه أن يقول للوزير.. افعل هذا ولا تفعل هذا.. ما دام الوزير هو الآخر ليس من حقه تحديد عمل النائب.
لأن الاختصاصات في هذا الجانب واضحة بالدستور وفق الأسس التي تحكم العلاقة بين الجانبين، نعم.. للنائب أن يراقب ويبدي رأيه للوزير في أعمال وزارته، لكنه لا «يهدد» من أجل غاية انتخابية أو مصالح شخصية ضيقة سرعان ما تنكشف وتظهر على السطح.
من يريد الإصلاح من النواب يعرف الطريق إليه ما دامت النوايا لديه صادقة ونظيفة.. ومن لديه مآرب أخرى لا يستطيع تحقيقها في أي وزارة سوى بالتدخلات والتهديدات.. فما على مثل هذه النوعية سوى «الجلوس في بيتها» أو «اراحتنا من بلاويها» وأجنداتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

نغزة:
النصيحة وبيان الخطأ حين يأتيان من النائب للوزير بالتي هي أحسن وبالاحترام المتبادل فإن جدار الثقة يقوى ويشتد، وحين يأتي «التهديد» تحت ستار الإصلاح فإن ذلك يمكن اعتباره.. خروجا عن النص الدستوري والنيابي.. طال عمرك.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك