غرائب الربيع العربي تصب في مصلحة الدول الكبرى.. بوجهة نظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 580 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  الربيع العربي.. من صنع 'كونداليزا رايس'!

د. وائل الحساوي

 

ذكر الدكتور عبدالله النفيسي في العديد من ندواته قصة مستشارة الامن القومي الأميركية (كونداليزا رايس) التي تقدمت بطلب التعيين في هذه الوظيفة الاهم في الولايات المتحدة الأميركية في عهد جورج بوش الابن.

وعندما تمت مقابلتها عن طريق لجنة في البيت الابيض وسألوها عن برنامجها الذي تقدمت للوظيفة على اساسه، قالت لهم بأن لديها خطة لإخضاع العالم العربي للنفوذ الاميركي وتحويله الى اداة طيعة بيد اميركا وذلك عن طريق تغيير انظمته الى انظمة تابعة للولايات المتحدة! وبالفعل فقد تمت الموافقة على تعيين رايس بناء على الخطة التي قدمتها!


ثم يدلل الدكتور النفيسي على ما نشاهده اليوم في دول الربيع العربي وهو ما خططت له رايس!

بغض النظر عن قبولنا لتلك القصة أم رفضناها فإن ما رأيناه من غرائب في ذلك الربيع البائس كان يصب في مصلحة الدول الكبرى وبالطبع فإنه يحقق مطلب الكيان الصهيوني في توفير الحماية له وسط بلدان معادية!

لقد شاهدنا كيف سقطت حكومات وانظمة في دول مثل تونس ومصر وليبيا وكاد يسقط النظام السوري وكنا نتساءل: هل ستسكت اسرائيل عن كل ذلك وتتعامل مع ذلك الواقع الجديد بسهولة؟ وماذا سيكون مصير ذلك الكيان ان قامت حكومات وطنية تمثل شعوبها والتي لا يمكن ان تقبل ببقاء ذلك الكيان المجرم بين ربوعها؟

ولكن جاء الجواب عن اسئلتنا سريعا اذ تم الغاء النظام الجديد في مصر بطريقة دراماتيكية لم يتوقعها احد واعيد بناء النظام السابق بطريقة اشد، اما تونس فقد رجع نظامها السابق الى الحكم بطريقة رسمية، وفي ليبيا تم تفتيت البلد وإشعال الفتن فيه.

اما بالنسبة لسورية فلم يستطع الاعداء استبدال النظام بنظام آخر، فقد كانت ثورة شعبية وقد تعاطفت معها جميع اطياف الشعب السوري، اذا فالحل في منع سقوط النظام واستجلاب جميع شياطين الارض لدعمه ومساندته وعندما انهزم جميع المدافعين عن ذلك النظام العميل وهربوا لم يبق الا التدخل الروسي المباشر لوضع اجهزة الانعاش على جسد نظام منهار وميت وقد سافر النتنياهو مرات عدة الى روسيا للتنسيق للتدخل الروسي، ثم اعترف ذلك النتنياهو بأنه ينسق للعمليات الروسية داخل سورية!

اذا فاسرائيل قد وجدت لتبقى - كما يريد اربابها لها - ولن يسمحوا لأي كان بالمساس بها!

اذا فما فعله «بريمر» الحاكم الاميركي للعراق من حل الجيش العراقي وتشتيت البعث ثم تسليم العراق للحكم الايراني لم يكن عن جهل ولكنه خطة مدبرة ضد اهل السنة في العراق خطط لها اليهود ثم نفذوها بخبث شديد ثم الاصرار على تعيين المالكي رئيسا للوزراء واعطائه كامل الصلاحيات لمحاربة اهل السنة وسرقة اموال العراق بمباركة اميركية ـ ايرانية، ثم تأسيس ميليشيات الحشد الشعبي التي جعلت همها الاول الهجوم على مناطق اهل السنة واستباحة اعراضهم واموالهم! انها حقا خطة كاملة مدبرة وللاسف فإن الكثير من الدول العربية وبعضها دول خليجية تساهم في تلك المؤامرة على شعوبها!

ولا نعتقد بأن ذلك التآمر سيتوقف حتى ولو وجدت صيغة لحل سلمي ينهي الصراع، فهي خطة متكاملة تهدف الى تمزيق الدول العربية واذلالها لكي يبقى اليهود والكيان الصهيوني آمنا، ولكن املنا بالله تعالى كبير بأن يخذل ذلك التآمر ويشتت شمل الاعداء.

ان من يقرأ في الاحاديث النبوية عن الملحمة الكبرى التي ستحدث في بلاد الشام في آخر الزمان بين المسلمين والنصارى، والتي يهزم فيها المسلمون النصارى الذين يبلغ عددهم قرابة المليون مقاتل ثم يخرج بعدها الدجال، ان من يقرأ عن تلك الاحداث يعلم بأن الله تعالى سينصر جنده وسيهزم اعداءه مهما اشتدت قوتهم وخططوا لإبادة المسلمين واذلالهم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك