تأخر حسم عاصفة الحزم ليس في صالح قوات التحالف.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 828 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  تأخر الحسم في عاصفة الحزم

ناصر المطيري

 

تسعة أشهر مضت على انطلاق عاصفة الحزم في اليمن التي تقودها المملكة العربية السعودية بتحالف مكون من عشر دول، ووفقا للمقاييس الاستراتيجية وموازين القوى بين الجبهتين فان الحرب أخذت أمدا أطول من اللازم، مما يعني أن الحسم تأخر كثيرا وهو ما خالف توقعات القوات المتحالفة التي سعت إلى حرب محدودة محسومة النتائج، تأخر الحسم في عاصفة الحزم لايحسب في صالح قوات التحالف مهما كانت النتائج المحققة على الأرض لأن إطالة أمد الحرب بلا حسم نهائي من شأنه تعقيد الموقف وإتاحة المجال لتدخلات وضغوط دولية تحت ذرائع إنسانية واقتصادية.
التبرير العسكري الرسمي لقيادة التحالف لتأخر الحسم في اليمن، جاء على لسان اللواء أحمد عسيري الذي قال الأسبوع الماضي: «نحن نخوض عمليات عسكرية ضد ميليشيات ليست قليلة العدد والعدة»، لافتاً «إلى أن جزءاً كبيراً من الجيش النظامي الذي يقع تحت سيطرة صالح، وهو الحرس الجمهوري، وقوات الأمن المركزي التي كانت تقوم على حماية صالح، تشارك في العمليات الآن بشكل مركز».
 وأضاف عسيري: «لا نذيع سراً إذا قلنا إن ما يوجد لدى  الجيش اليمني من الإمكانات، التي استولت عليها الميليشيات الحوثية، يفوق بعض الدول العربية من ناحية النوعية والعدد».
وفي ظل عدم حسم النتائج سريعا فقد فُتح الباب في المقابل للعملية الدبلوماسية لتأخذ مجراها بشكل مكثف بضغوط من المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحديدا، في محاولة منها للابقاء على ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح كجزء من المشهد السياسي المستقبلي في اليمن، وعدم رغبتها في القضاء عليهم نهائيا، ربما حتى لا يتحولوا إلى عصابات تخريبية ويحولوا المعركة إلى حرب عصابات في حين تم إقصاؤهم من المشهد السياسي في البلاد. كما أن بعض المصادر تتحدث عن أن هناك تحركات دبلوماسية مكثفة من بعض الأطراف الدولية تهدف إلى إخراج المخلوع علي عبدالله صالح من اليمن.
والأخطر من ذلك أن تأخر الحسم بدأ يتجلى بتحول المعركة إلى حرب حدودية طويلة تهدد المدن السعودية المحاذية لليمن ناهيك عن خطر القذائف التي تنطلق من الجيش اليمني وميليشيا الحوثي إلى الداخل السعودي وربما يعزو البعض التأخر في الحسم إلى أسباب سياسية تتمثل في اختلافات وتعارض في المصالح والأجندات بين دول التحالف المشاركة في عاصفة الحزم، وهذا ماسيرفع فاتورة وكلفة النتائج السياسية والعسكرية في ظل أوضاع إقليمية تزداد تعقيدا مع اشتعال الملف السوري بعد التدخل الروسي وتداعياته المقلقة لدول المنطقة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك