الحكومة كما يرى يوسف حجي مطالبة بنسف كل الطروحات حول البديل الاستراتيجي

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0


النهار

قلم جاف  -  البديل الاستراتيجي في مهب الريح

يوسف حجي

 

يبدو ان البديل الاستراتيجي الذي طرحته الحكومة بديلا عن النظام المعمول به للرواتب يواجه ازمة مستعرة بين المؤيدين والمعارضين لهذا التوجه.
لاشك بان النظام الحالي للرواتب يغرق في الكثير من المثالب والسلبيات المتخمة التي دفعت باتجاه خلق حالة من عدم الرضا لدى شريحة كبيرة من الموظفين الذين خرجوا في مرات عديدة باعتصامات تعبيرا عن التجاهل الحكومي لهم وعدم توفر العدالة في توزيع الرواتب، الا ان هذا امر لا يمكن ان يكون جسرا لتمرير البديل الاستراتيجي المفترض.
الحكومات المتعاقبة لاتزال تتخبط في قراراتها المصيرية غير المدروسة لاسيما انها تبحث دائما عن السبل الكفيلة للتخفيف عن الصرف من الباب الاول في حين ان الهدر الحكومي يضرب اطنابه في ابواب الصرف الاخرى.
المساس برواتب الموظفين لاسيما ذوي الدخل المحدود قضية لا مساومة فيها بل ومرفوضة تماما في ظل التضخم المطرد في ارتفاع الاسعار وانعكاسه بشكل مباشر على المستوى المعيشي للمواطنين.
العجز الحكومي الذي بدأ يظهر بعد الانحدار الشديد في اسعار النفط لا يمكن تعويضه بطرق واساليب ملتوية وعليها البحث عن بدائل بدل الاتكال واللعب في قوت المواطنين من خلال طرح عدة قضايا والتي يشكل البديل الاستراتيجي احدها. 
ان مشروع البديل الاستراتيجي الذي قدمته الحكومة جاء لمعالجة الأخطاء التي تسببت فيها الزيادات والفوارق المالية بين موظفي التخصص الواحد من قبل الحكومات السابقة، وتوحيد الرواتب وعدالتها لا يمكن ان يتم من خلال اجتماعات ولقاءات ارتجالية ووعود لا تغني ولا تسمن من جوع، وانما يحتاج الى بنى علمية واسس عمادها خبراء ومتخصصون في هذا المجال من شأنه ان يقلص الهفوة بين رواتب الموظفين وفق معايير وضوابط دولية.
الحكومة الان مطالبة بنسف كل الافكار والطروحات حول البديل الاستراتيجي لان مكتسبات المواطن فوق كل اعتبار ولابد للحكومة حتى تخرج بصيغة مقبولة وترضي المواطن عليها مراجعة نفسها قبل طرحه في مجلس الامة حتى لا تضيع وقتها في قضية اصبحت في طريق المستحيل.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك