البر الكويتي لم يعد كما كان في السابق.. هكذا يعتقد سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1719 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  -  حنين للمخيمات

سامي الخرافي

 

كم أتمنى أن تعود أيام وظني بأنها لن تعود أبدا، تذكرت أيام المخيمات في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات عندما كنا نخرج للبر مع الأهل أو الربع وكانت الحياة بسيطة وفيها مرح وسعادة وتعاون وبساطة في كل شيء وعلى قولة القايل: يا ليت الآه تعيد تلك السنين، كان موسم البر مثل رحلة الغوص الكل يبحث عن مكان مناسب من أجل ان يضع المخيم فكان الكل له هدف معين ووظيفة يؤديها ولم نكن نعتمد على أحد في المخيم، كانت الأسر الكويتية وما أكثرها تخرج من أجل تغيير الجو والعيش بهدوء فتجد الجميع مثل النحلة متعاونين، لقد كانت حياة آخرى تشاهدها في فترة الربيع وكأنك تقول إن الشعب الكويتي قد ترك رفاهيته في المدينة وذهب الى البساطة في البر، فتجد حفلات السمر والمباريات بين الشباب والتزاور بين العائلات.

لقد تغيرت الحياة والظروف وأصبحت مظاهر الترف والكشخة.. تطغى على كل شيء ولم يعد البر كما كان في السابق، ولم تعد تشعر بأنك قد ذهبت للشقاء وإنك تريد العيش بعيدا عن الرفاهية، لقد انتقلت جميع وسائل الترفيه في البيت الى المخيم ولم تشعر بلذة البر سوى إنك جالس في خيمة! ولكن في الفترة الأخيرة ومع ارتفاع التأمين المبالغ فيه جدا قلت نسبة المخيمات في البر لأن الكثير يرى أن هذا المبلغ مبالغ فيه جدا وليس باستطاعتهم توفيره، كما أن تحديد الاماكن أدى الى تفرق عائلات اعتادت أن تجتمع كل سنة مع بعضها البعض الأمر الذي جعلهم يحبذون شراء الخيمة ووضعها في حديقة البيت إن وجدت أو في ارتداد البيت و(كفى الله المؤمنين القتال).

فيا حكومة، إن الشعب الكويتي قد تعود طيلة حياته على هذا الأمر فلماذا هذه الرسوم وتحديد الأماكن؟ عطوهم مساحة للسعادة والحرية، لماذا التضييق عليهم؟ شددوا على من يخالف أو يلقي المخلفات أو يسبب إزعاجا للآخرين أو يستخدم المخيم في أغراض مشبوهة، هؤلاء عليكم بمنعهم نهائيا، ولكن السواد الأعظم محترم نفسه ويحترم الإرشادات والتعليمات فلماذا هذه «النحاسة» معهم، سهلوا عليهم الله يسهل عليكم في الدنيا والآخرة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك