وليد الغانم متسائلاً: ما علاقة كلية التربية الأساسية بعرض الأزياء ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1040 مشاهدات 0


القبس

عرض أزياء 'التربية الأساسية'؟!

وليد عبدالله الغانم

 

حتى العنوان عاجز عن التناسق مع مضمونه، فماذا يعني قيام كلية اسمها «التربية الاساسية» بتنظيم عرض ازياء للطالبات بحضور بعض مسؤولي «التطبيقي» من الرجال؟!
إلى هذه الدرجة، بلغ الفراغ ببعض القيادات التربوية لتترك اعمالها وشؤون الطلبة ومشاكل التعليم لتضيّع وقت العمل بمشاهدة عرض ازياء نسائي في مخالفة شرعية واضحة لا لبس فيها؟! من يفكر في هذه الافكار، ومن يتخذ تلك القرارات، ومن يزين لهم المسائل لينظموا مثل تلك الانشطة اللاتربوية؟! 
طيب، ما علاقة كلية التربية بعرض الازياء، وما فائدة هذا النشاط للطالبات؟ ولم بالاساس تمت دعوة بعض مسؤولي «التطبيقي» من الرجال لمشاهدته؟ 
تعاني بعض مؤسساتنا التربوية من سوء الادارة وتطفو مشاكل «الشللية» والواسطة، وتردت مكانة الدولة في التصنيف العالمي للتعليم، وانعكس هذا الشأن على مستواها العام، وظهرت علاماته واضحة للعيان بالاخطاء الجسيمة والمتكررة فيها، سواء في الوزارة او في الجامعة او في «التطبيقي»، واذا كنا نرى هروب وصمت واختفاء بعض القياديين المعنيين بكوارث «التربية» عند حدوثها، فإننا نُفاجأ دوماً بحرصهم الشديد على الظهور في المناسبات الاعلامية والاحتفالات اليومية والمعارض الهامشية التي تستهلك الاوقات الحقيقية على حساب التدريس والتعليم والتربية، ومن دون مردود علمي أو تربوي نافع، وكأنما كُلفوا بتلك المناصب للرزة والوناسة!..
حسناً فعل وزير التربية باتخاذه قراراً بتشكيل لجنة تحقيق في اقامة هذا النشاط، وانه من المهم ايضاً تنظيم وترشيد الانشطة التربوية واصدار لائحة ادارية وفنية واضحة بشأنها لتكون ذات فائدة فعلية من اقامتها، سواء أكانت علمية أو ثقافية أو اجتماعية وغيرها، كما نطالب قياديي «التربية» ـــ بالمناسبة ـــ بكل مؤسساتها، بالتخفيف من سالفة حضور احتفالات المدارس والمعاهد التي لا تنتهي ومجابلة شغلهم الاساسي الذي عينوا لأجله، وهو الارتقاء بالعملية التربوية وتطويرها ورعاية المتعلمين وحل مشاكل المعلمين.. والله الموفّ.ق. 

إضاءة تاريخية:
قبل أكثر من 100 عام كان الأهالي في الكويت قديما يأتون برسائلهم إلى «ديوانية المزيد» في منطقة جبلة، ويضعونها في أكياس خاصة بهذا الغرض، ليقوم آل مزيد بنقل البريد إلى البصرة مقابل رسوم زهيدة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك