الهيئات الرقابية لم تفت في عضد ديناصور فسادنا المتوحش.. علي البغلي مستنكراً

القبس

جرة قلم  -  نحصد ثمار ما زرعتموه!

علي أحمد البغلي

 

لم يحدث أن مرت الكويت بفترة وصل فيها الفساد إلى هذا الحد الملموس، والذي أصبح يحس به كل مواطن ومقيم! لم يحدث أن صدرت أحكام ضد سفير وملحق دبلوماسي ورجل أعمال كبير ثري في قضايا اختلاسات ورشوة!
ولم يحدث أن كان لدينا كل تلك الجهات الرقابية التي لم تعمل شيئاً ملموساً للحد من ذلك الفساد المستشري والمنتشر كالسرطان في جسد وطننا الحبيب.. فمن ديوان المحاسبة إلى لجنة المناقصات المركزية إلى هيئة مكافحة الفساد ونيابة ومحاكم ومجلس أمة رقابي.. كل تلك الهيئات وغيرها لم تفت في عضد ديناصور فسادنا المتوحش! 
***
وأنا وغيري كثيرون نعتقد أن حصاد الفساد المستشري الآن، كان نتيجة أو ثمرة غرسها ورباها ونماها وسقاها الأصوليون في بلدنا من إخوان وسلف!
نعم، انتم السبب.. عندما سلمتكم الحكومة في غفلة من الزمان الخيط والمخيط، فتسلطتم على كل مقدراتنا من مناهج دراسية إلى فصل عنصري في الجامعة إلى مراكز قيادية في الوزارات من وزراء ووكلاء ووكلاء مساعدين ومديرين ومراقبين.. الخ، حتى القطاع الخاص أطبقتم على أنفاسه في ما سميتموه اقتصادا إسلاميا لا ربويا! وهو «صبه حقنه لبن»، أي لا يفترق في التكلفة عن الاقتصاد الربوي إلا بالاسم.. فالقرض المأخوذ من بنك تقليدي لا يفرق في تكلفته عن القرض المأخوذ وفق أحكام شريعة فصلتموها على مقاساتكم، وأثريتم من فتاواكم لها ثراء فاحشا غير مسبوق باسم الإسلام، والإسلام منكم ومن تحايلكم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب! 
نظرة واحدة إلى معظم أثريائكم وأصحاب الألسن الطويلة من قياداتكم، نجد أنهم فيما يعظونا به ليل نهار في واد وأفعالهم وتجاوزاتهم وتمرير المعاملات غير القانونية عن طريقهم، من الممكن أن نملأ بها مجلدات، في واد آخر.. 
نشكر القدر الذي خلصنا «نسبياً» هذه الأيام من قبضتكم، متمنين أن تمحى آثاركم ومخرجات فسادكم مرة وللأبد من حياتنا!.. فقد تسلمتم مقاليد الأمور في حياتنا، ولم نحصد منها الا ثماراً لأشجار فاسدة ترعرعت تحت ظلالكم! 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.