القوى العظمى باعتقاد صالح الشايجي لا يمكنها الاستمرار دون حروب

زاوية الكتاب

كتب 620 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  الواغش الأرضي

صالح الشايجي

 

إن «داعش» هي ليست ما نرى على الأرض من أولئك الهائمين في الصحارى أو المتجولين في شوارع المدن المتمنطقين آلات الموت على نحورهم أو على أواسطهم، المسدلين شعورهم والمطلقين لحاهم.

أولئك «دواعش» وليسوا «داعش»! أولئك قمل «داعش»، وما عدّة «داعش» إلا قمل وبراغيث وصئبان، فإن نفقت فلتنفق، وهي ما أرسلت إلى هناك إلا لكي تنفق، ولترشها طائرات التحالف لتبيدها، ليس في الأمر من مشكلة، بل إن ذلك هو المراد والمبتغى والمأرب، فهي من ناحية ذريعة تتذرع بها القوى العظمى المحاربة لداعش تظهر من خلالها وكأنها عدوٌّ لداعش وتحاربها وتقتل أفرادها وتطاردهم وتجليهم من مكان الى آخر، ومن ناحية أخرى هي تتخلص من ذلك الواغش الأرضي.

إن «داعش» ليست ما نرى بل هي ما لا نرى وما لا يُرى إلا من قبل من جهزها وأعدّها وسلحها ودعا الغافلين والمغفلين لحقنها بالمال وإمدادها ببغاة الجنة السالكين إليها طريق الذبح والنحر!

ستظل «داعش» حية ترزق ينبض قلبها بالحياة، حتى يتحقق المراد والهدف.

«داعش» هي كحامل الراية والمتقدم صفوف الجيوش، تروح تزرع الأرض وتمهدها لمشروع جديد فكر به من أنشاها، ثم يأتي صاحب المشروع كي يبني مشروعه.

وهذا ما نراه الآن على الأرض وما نعيشه، فلولا «داعش» ما كان ليجري ما يجري اليوم على الأرض وفي البحر والسماء، من تلك التداخلات والتدخلات من قبل قوى ودول في المنطقة العربية أو ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط والتي قد تفضي الى حرب عالمية جديدة تقضي على تلك الحروب الصغيرة والمؤذية والتي تجري هنا وهناك دون أن تحقق مصالح الدول العظمى التي باتت مثل هذه الحروب تؤذيها بصورة أو بأخرى، ولذلك فإن تدخلها بات أمرا مطلوبا بل وملحا دفاعا عن مصالحها الكبرى، وفي ذلك خير مبرر لتدخلها.

ومن هنا جاءت فكرة «داعش» بعدما انتهى دور «القاعدة» بالهجوم على برج التجارة الدولي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001 والذي برر لأميركا التدخل في أفغانستان وما تبع ذلك.

لا بد أن نؤمن بأن القوى العظمى لا يمكنها الاستمرار دون حروب، وما تلك الحروب إلا أمصال لتقويتها وشدّ عضلاتها وتدعيم اقتصادياتها وتجربة أسلحتها، فلا يمكن للسلاح الجديد أن يصنّع ليخزّن في المخازن، لأن السلاح المخزّن سلاح مخصيّ، وهذه القوى لا تُخصي أسلحتها!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك