اليهود صنعوا الربيع العربي لأجل المزيد من تمزيق الأمة.. بوجهة نظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 908 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  خمسة قرون... باختصار!

د. وائل الحساوي

 

تضاربت الافكار في مخيلتي واضطرب تفكيري وانا انظر وأفكر فيما يجري من حولنا من احداث جسام وفتن وقلاقل، وحرت في تفسير حقيقة الامور، فتوجهت كعادتي للرجل الحكيم ليفسر لي ذلك الخلط الذي اراه حولي: ما هي حقيقته ومن يقف وراءه وكيف نتعامل معه؟!

قال الرجل الحكيم: انها يا بني قصة طويلة ومتشعبة لابد من فهم تاريخها ونتائجها لكي نصل إلى تفسير لما يجري حولنا!!

قلت له: اشرح لي ما هي هذه القصة؟.

قال: نحن نعلم بان النصارى الكاثوليك يكرهون اليهود ايما كره ويحاربونهم في كل زمان ومكان، وقد تمثل ذلك بوضوح بعد سقوط دولة الخلافة في الاندلس عام 1492 حيث بدأت محاكم التفتيش الاسبانية تفتك بالمسلمين واليهود مما اضطر اليهود إلى الهجرة إلى تركيا واوروبا.

● تغلغل اليهود في المجتمعات الاوروبية، وتأسست حركة الاصلاح بقيادة مارتن لوثر عام 1523 وتأسس المذهب البروتستانتي.

● ألف مارتن لوثر كتابه «عيسى ولد يهوديا» قال فيه: إن اليهود هم ابناء الله، ونحن الضيوف الغرباء، ولذلك فان علينا أن نرضى بان نكون كالكلاب التي تأكل مما يتساقط من فتات مائدة اسيادها» وتغير موقف لوثر لاحقا من اليهود.

● ومنذ ذلك الحين قامت مجموعة «النصارى الصهيونيون» وغالبيتهم من النصارى البروتستانت، وهي تؤمن بان ثمة ميثاقا إلهيا يربط اليهود بفلسطين (الارض المقدسة) وتؤمن بضرورة قيام دولة صهيون وتجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم.

● انتشرت البروتستانتينية بقوة في جميع بلدان العالم وهيمنت على القرارات الدولية، ومنها الدعوة القوية إلى تمكين اليهود في العالم، ففي الولايات المتحدة الاميركية بلغ عدد البروتستانت - بحسب احصائية 1982 اكثر من 76 مليونا ينتمون إلى 200 طائفة، من اشهرها «الطائفة التدبيرية» وتعرف باسم «الانكلوساكسون البروتستانت البيض» وهي تضم كبار الشخصيات الاميركية، وتهيمن على مقاليد الحكم، ولها الكثير من القنوات التلفزيونية والقسيسين المشهورين الذين يؤثرون على الناس في اميركا.

● ثبت بان كثيرا من رؤساء الولايات المتحدة يؤمنون حرفيا بنبوءات التوراة ويدعمون اليهود في كل شيء، وقد ايدت الولايات المتحدة وعد بلفور 1917 باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ثم قيام الكيان الصهيوني عام 1948، ثم بدعم ذلك الكيان في جميع حروبه ضد العرب وامداده بالاموال والاسلحة، وكذلك الامر بالنسبة للروس الذين يتغلغل اليهود فيهم تغلغلا كبيرا.

● لم يقتصر دور الصهيونية المسيحية على دعم الكيان الصهيوني والوقوف ضد العرب والمسلمين، لكنهم زرعوا العديد من القيادات في البلاد العربية والاسلامية من اصحاب المذاهب الهدامة ومن المنحرفين واستطاعوا بفضلهم تمزيق جسد الامة المريض، ودعموا نشوء احزاب سياسية ممسوخة مثل «حزب البعث العربي والقوميون العرب والاشتراكيون والشيوعيون وغيرهم»، ودعموهم بكل قوة لتفتيت العرب والمسلمين وتأجيج الصراعات الدموية بينهم.

وقد نشأت كثير من الحركات الوطنية والدينية التي سعت لتخليص شعوبها من نير الاستعمار ولكن هؤلاء اليهود سعوا إلى تفتيتهم ومحاربتهم، وزرعوا الفتن الطائفية لتفتيت بلادنا من الداخل!!

وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن كيفية صناعتهم لما سمي بالربيع العربي أو ركوبهم موجته لاجل المزيد من التمزيق!!

وللحديث بقية بإذن الله.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك