شفط الإحتياطي العام

زاوية الكتاب

زايد الزيد يكتب عن سحب 20 مليار دولار من الميزانية ويستعرض الإتفاقيات العسكرية

كتب 3298 مشاهدات 0


 

 
 الخلاصة
شفط الاحتياطي العام
زايد الزيد 
 
إذا صحت الأنباء عن نية الحكومة بسحب مبلغ يفوق ستة مليارات دينار من الاحتياطي العام للدولة لصرفها على التسلح، أقول اذا صح ذلك فنحن أمام كارثة حقيقية وعبث واستهتار بالمال العام، ففي الوقت الذي تعيش فيه مختلف دول العالم سياسات تقشفية في ظل تهاوي أسعار النفط - والكويت ليست بمنأى عن آثار تلك الانخفاضات - وفي ظل العجز المالي في ميزانية الدولة، خرجت علينا الحكومة بعملية التفاف حملت اسم «ميزانية استثنائية» تبرر لها سحب المليارات من الاحتياطي العام للدولة بدعوى «الأوضاع الإقليمية» في المنطقة، فأي عقل وأي منطق سيصدق هذه الأعذار؟
 
والحقيقة، أن هذه الأعذار- بمنطق الحكومة- ليست في محلها، ووفقا لما نشرته إحدى الصحف عن تقدم الحكومة بطلب مستعجل لإقرار مشروع بقانون «لسحب ستة مليارات ومئتي مليون دينار كويتي من الاحتياطي العام، لوضع ميزانية استثنائية لفترة عشر سنوات مالية تبدأ من السنة المالية الحالية 2015 / 2016، بدواعي الوضع الاقليمي للمنطقة وحاجة وزارة الدفاع الى أسلحة ومعدات عسكرية متطورة وللحفاظ على جهوزية القوات المسلحة»، وببساطة نحن نتحدث عن سحب 20 مليار دولار سيتم استقطاعها من اموالنا واموال ابنائنا في الوقت الذي لا نعرف فيه حتى اليوم طبيعة الاتفاقيات الأمنية الدفاعية التي أبرمتها الكويت مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وغيرها منذ تحرير البلاد من الاحتلال العراقي في العام 1991، بل حتى اليوم لا نعرف كم اتفاقية شراء أسلحة وطائرات ومستلزمات الدفاع أبرمناها في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، بل الأمر المهم إن كانت الكويت لديها اتفاقيات دفاعية مع دول معينة، فهل يستلزم الأمر أصلا تكبد المال العام المزيد من المليارات في ظل وضع أمني مستتب داخليا بالنظر إلى أحوال بعض الدول القريبة منّا والمحيطة.
 
واللافت، انه حتى صفقة طائرات «يورو فايتر»، التي تمت مؤخرا وهي صفقة تم بموجبها شراء 28 مقاتلة بكلفة وصلت إلى ستة مليارات جنيه استرليني، جاءت في ظل «كساد سوقي» لهذا النوع من الطائرات وهناك العديد من الدول نأت بنفسها عن الدخول في صفقات شرائها ناهيك عن عدة حوادث لهذا النوع علاوة على الحديث عن أعطال وعيوب تصنيعية في مكونات «اليورو فايتر»، ونقولها بصريح العبارة، ان خطوة الميزانية الاستثنائية ستكون وبالا على الوضع الاقتصادي ولا عزاء لجيل المستقبل.
النهار- مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك