مخطط الغرب لضرب الأمة العربية سيزيد من إصرارها على البقاء.. برأي محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2015, 11:49 م 812 مشاهدات 0
القبس
القاسية قلوبهم...!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
«إن من أعظم العقوبات الربانية أن يكون الإنسان إماماً في الشر، وذلك بحسب معارضته لآيات الله وبيناته، كما أن أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده أن يجعله إماماً في الخير هادياً». (عبدالرحمن السعدي).
من الغرائب أنك ترى الأب لا يرضى لولده عصيانه وعدم الأخذ بأمره وسماع نهيه، ويدخل في ذلك زوجه وخادمه والموظف عنده في مصلحته، ولكنه يقبل هذا الإنسان أن يرد على خالقه وولي نعمته أمره ونهيه، بل وشكره وذكره، وتراه يرفع قدراً وجلالاً من لا يستحق ذلك من بشر وحجر وحيوان ومقبور! كما جاء ذلك في الأثر: «أنا أخلق وغيري يعبد، وأنا أرزق وغيري يشكر، خيري نازل إليهم، وشرهم صاعد إلي»!
كل العباد مهما ملكوا من قوة وسلطان وجيوش وأسلحة متطورة وسطوة على الدول والبشر، فأولئك لا يستطيعون رد الموت عن أنفسهم، ولا يملكون حياة ولا نشورا.
لماذا لا يقف المغول الجدد بأنواعهم عن سفك الدماء، سواء كانوا غربيين أو عرباً مسلمين، وغير مسلمين؟ إلى متى هذا النزيف القتالي والذبح اليومي في العزل؟ ألا يكفي ما استأصلتموه من ملايين النسم في العالم؟! لقد توصل الجميع إلى أن أغراضكم ليست شريفة، ولا تتوافق مع الأفئدة الحصيفة، أو لم تصدر عن عقول صحيحة.
ما تقومون به من شر الأعمال هل هو فقط لحماية الديار أو الخوف من الإفقار؟ أم حب جمع المال وتضخيم الأرصدة الشخصية؟
يا رؤساء العالم في من تزعمون أنكم في المجتمعات الحرة التي تحترم العقول وتتأدبون في العلاقات والمعاملات البشرية داخل أوطانكم، هل هو حقيقة أنكم تفعلون ذلك حماية للديار وخوفاً من الإفقار وتكبير الأرصدة، أم هو أكبر من ذلك؟ العصبية الدينية والعقدية، وخوفاً مما سميتموه بالمارد، وهو الإسلام، ألا تقوم له قائمة مرة أخرى! وإن كان ذلك كذلك أفليس الإسلام هو الذي حمى الأديان جميعها، عندما كان متسيداً، وحفظ للعباد طقوسهم ودور عباداتهم؟ وإن كان الأمر غير ذلك فأقول هل ماتت انسانيتكم التي تتشدقون بها في وسائل الإعلام، وتخدعون بها العالمين، وأنتم لم تتوقفوا في وقت من الأوقات عن ذبح أمتنا؟ وها هي فرنسا بعد مشكلتها تصب جام غضبها بالمشاركة مع التحالف الغربي لضرب «داعش»، وكأننا نحتاج إلى زيادة رقم، وفي الواقع إنما هو تتميم على ما بقي من إنسان وعمار في تلك البقعة المسماة الشام!
وأين قوات التحالف، وهي تضرب هذا التنظيم طيلة سنتين وأكثر، ولم تقض عليه، وتنهي بذلك مأساة أمتنا، ليهنأ الناس ويأمنوا، وليتركوهم يرجعون إلى بيوتهم وديارهم؟! إنه والله مخططكم المشترك لتحطيم أمتنا وأجيالنا ببأسكم وأفكاركم، التي تحاولون ومنذ عقود نشرها بيننا، ولكنها إلى الإخفاق ــ بإذن الله ــ وستخفق المخططات القادمة والكيد الذي تكيدونه، فكل ما تفعلونه سيزيد من إصرار الأمة على البقاء والحياة من جديد. والله المستعان.
* * *
• السحر
«أذلك سحر الحياة فينا، أم سوء استعدادنا لها، أم شراهةُ الجسم من لذة الحياة لابتلاع كل ما في الكون منها، أم حماية الكأس التي تريد أن تغترف البحر لتكون له شاطئين من الزجاج، أم بلاهة الإنسان الذي يريد أن يطوي فيه معنى الخالق، ليكون إله نفسه؟!» (مصطفى الرافعي).
تعليقات