فساد التعليم وصل إلى المقاهي وبات يرى بالعين.. مظفر عبدالله مستنكراً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2015, 11:35 م 971 مشاهدات 0
الجريدة
لنعلن فشل التعليم
مظفر عبدالله
أول العمود:
تصدرت جماعة 'بوكو حرام' قائمة أكثر الجماعات دموية، وفقا لتقرير الإرهاب العالمي ٢٠١٤، فهي قتلت ٦٦٤٤ إنساناً، في حين قتل 'داعش' ٦٠٧٣ إنساناً وحلّ في المرتبة الثانية.
***
حديث وزير التربية ووكيل الوزارة عن مستوى التعليم يعتبر تقدميا باتجاه أنه خلا من النفاق وإن جاء بطريقة تلطيفية! الوزير لم ينف تدهور التعليم لكنه لطف الجو بقوله إننا أفضل من بعض الدول! والوكيل كان أكثر صراحة، فوصفه بأنه دون المستوى ولا يلبي حاجة السوق، وذلك على هامش ورشة عمل جمعت البنك الدولي ومديري تطوير التعليم،
هذا المشهد الذي رسمه الوزير ووكيله يؤدي في دول أخرى إلى الإعلان عن فشل التعليم، وهي مهمة مجلس الوزراء هنا.
تقرير توني بلير قال إن التعليم في خطر، والتقاعس عن التطوير سيقود إلى الفشل في مواجهة المستقبل، كان ذلك عام ٢٠٠٩، اليوم يقول تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي ٢٠١٤- ٢٠١٥ إن التعليم في الكويت متدهور، وقد حلت الكويت في مؤشرات التنافسية، وبينها التعليم والتدريب، بالمرتبة ١٠٥ في سلم يتضمن ١٤٤ محورا، قريبين من القاع! هذا مع العلم أن نسبة ما ينفق على التعليم إلى إجمالي الناتج المحلي 8.3% وهو معدل كبير يفوق- كما أورد بلير- ما تنفقه سنغافورة التي تصرف 3.1% من ناتجها المحلي مع فارق المخرجات. هنا تجدر الإشارة إلى أن ما يصرف على الطالب الكويتي يعادل ١١ مرة مقارنة بالصرف العالمي على طالب التعليم العام، وفقا لتقرير المجلس الأعلى للتخطيط الذي أكد مأساة التعليم (المتوسط العالمي هو ٤٦١١ دولاراً).
المضحك هنا أن شرائح من المجتمع تتجادل فيما بينها حول أن المناهج تقود للتعصب، مجموعة تنفي وأخرى تؤكد، ورغم يقيني أن المناهج تعزز في أضعف الحالات عدم التسامح إن لم تكن تساهم في التعصب أصلاً فإن هذا ليس هو جوهر ملف التعليم الذي أوصل البلاد إلى نقطة اللاعودة بسبب تسرب خريجيه إلى الإدارة الحكومية، وتدميرهم للإدارة المحلية.
فساد التعليم وصل إلى المقاهي وبات يرى بالعين، فمجاميع من الطلاب والطالبات يجتمعون حول مدرس في حصص تقوية وحل مسائل تبدأ بفنجان قهوة وتنتهي بقبض المقسوم. وينفض اللقاء!
يفصح تقرير التنافسية هذا عن أن بلداً فقيراً مثل زيمبابوي يشكل دخلها المحلي ٢٪ من دخل الكويت حصلت على الترتيب ٦٦ في المؤشر، في حين تقف الكويت بكل خجل في المرتبة ١٠٥.
طلبي هنا من مجلس الوزراء الموقر ومن أجل حماية أمن الكويت أن يأخذ بكلام بلير وتقرير التنافسية ووزير التربية ووكيل الوزارة، ويعلن فشل التعليم، ويبدأ بإعادة بنائه وفق حاجة السوق وطبيعة الاقتصاد.
تعليقات