هل تزايد عدد الكُتاب ظاهرة صحية في البلاد ؟!.. تتساءل نادية القناعي

زاوية الكتاب

كتب 653 مشاهدات 0


القبس

لا نريد حريقاً

نادية القناعي

 

إقبال القرّاء على معرض الكتاب هذا العام أقل منه في العام الماضي، لا أدري السبب الفعلي جراء هذا الابتعاد، لكن عندما ناقشت هذا الموضوع، أعجبني أحد التعليقات، إلا أن عدد الكُتاب تجاوز بمراحل عدد القرّاء، لذلك ربما نشعر بانكماش العدد المنكبّ على القراءة.
على الرغم من افتخارنا بوجود عدد كبير من الكُتاب الشباب، حيث إن الكلمات بين دفتي كتاب توحي بثقافة المجتمع، ومن الثقافة إلى تطوير الفكر، وبالتالي حياة أفضل من سابقتها، فإنه في الوقت ذاته يؤدي إلى تساؤل: هل تزايد عدد الكُتاب ظاهرة صحية في البلاد؟ أعلم أن كثيراً من الناس سيباركون انصراف الشباب إلى طرح أفكارهم ورؤاهم، وأعلم أنهم سيعبّ.رون عن سعادتهم البالغة إثر ما تزخر به دور النشر من أسماء شابة تدخل ساحة الكتابة، فلكل منا الحق في التعبير عما يدور في خلده، وإظهار تصوراته للعالم من خلال ما يكتب، وكل شخص له الحق كذلك في أن يقول: أنا موجود، وهذه أفكاري. لكن عندما تتحول الأفكار إلى ضرب من الابتذال، وتنقلب التصورات إلى اتهامات، وتخرج الكلمات من عالم النضوج الفكري لتصبح مجرد عبث، فهنا ينتفي هذا الحق.
ان تجميع الكلمات في غلاف ليس بالضرورة يخلق كتابا، أو ربما يخلق كتابا ستمزقه سطوره الواهنة حتى يتلاشى، كما ان تجميع الحجارة ليس بالضرورة أن يصنع بيتاً، لكن وإن صنعه فسيتحطم في وقت قصير ليتحول إلى أشلاء.
إن هناك من الكتُاب من قد أحرقوا كتبهم، حيث وجدوا أنْ ليست لها قيمة! لا نريد أن نحرق كتاباً، نريد فقط إشعال الشعور بالمسؤولية. أنا مع اتجاه الناس إلى الكتابة، لكن قبل الشروع في الكتابة علينا أن ندرك أننا نحمل أمانة، ألا وهي عقول من يقرأ كلماتنا. الكلمة تمنع رصاصة كما يُقال، والكلمة قد تؤدي أيضاً إلى الهلاك.

• كلمة أخيرة:
لا أدري ما مقياس لجنة الرقابة في منع بعض الكتب، لكن أتمنى أن يكون هناك منع للعبث، وليس للأفكار أو التصورات.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك