فوزية سالم الصباح حزينة على البلد لأن الحكومة لاتحرك ساكنا، والوزراء يستبدلون الحقائب الوزارية لانتماءتهم فقط، والوكلاء المساعدون مخلدين

زاوية الكتاب

كتب 549 مشاهدات 0





إنني حزينة على بلدي
 
إنني بالفعل حزينة على بلدي، هذا البلد الذي كان جميلاً في يوم من الأيام، ويتغنى به البعيد والقريب. فبعد أن كان بلدي في السبعينيات بلداً يحتذي به كل بلدان المنطقة أصبحنا الآن في المؤخرة في المجالات كافة، فمن كان يفكر في يوم من الأيام أن تصل الرياضة إلى هذا المستوى، ونحرم من المشاركات الخارجية، ومن كان يفكر في يوم من الأيام أن تنهار البورصة، ويتدخل أصحاب النفوذ المالي ويتلاعبون بها كيفما يشاءون دون أن تحرك الحكومة ساكناً باستثناء التصريحات المخدرة، فتضطر المحكمة لإيقاف التداول في سابقة هي الأولى عالمياً، ومن كان يعتقد أنه ورغم موقعنا الاستراتيجي، وثروتنا النفطية، إلا أننا ما زلنا في مؤخرة الدول في استغلال هذا الموقع وتلك الثروات، ومن كان يعتقد أننا لا نملك مبنى لجامعة أو مستشفى حديثاً؟
اعتقادات كثيرة لا تكفيها صفحات الصحف ولا المجلدات... إنني في حيرة من أمري عندما أرى الوزير في هذه الوزارة، ثم أراه بعد التدوير الوزاري في وزارة أخرى، ثم في وزارة ثالثة وكأنه لا يوجد بهذا البلد إلا «هالولد»، رغم أنه لا يحمل أي مؤهلات علمية تناسب تلك الوزارات، أو حتى إدارية لتولي هذه المناصب باستثناء انتمائه إلى هذا التيار أو ذاك، رغم وجود العديد من الكفاءات العلمية، وكذلك أنا في حيرة من أمري عندما أرى بعض الوكلاء المساعدين يقبعون على مقاعدهم منذ أعوام طويلة ولم يفكر أحد بإزالتهم، رغم أن بعضهم سبب الإدانات الدولية ضدنا، إنني في حيرة من أمري عندما اكتشف أن الخطط التنموية يشرعها مستشارون ليسوا من بلدي، وكذلك إنني في حيرة من أمري عندما أتيقن أن حكومتي غير قادرة على مواجهة أبسط الأزمات، ومجلس الأمة منشغل بمصالحه الخاصة، وليس لديه سوى إثارة القضايا الثانوية ... لقد أخذني التفكير كثيراً وتساءلت بيني وبين نفسي إلى متى ونحن ننحدر بسرعة البرق إلى الجرف، ولكن ما أثار حيرتي أكثر هو لمن أوجه كل هذه الأسئلة؟
ملحوظة: لو كنت المسؤول لألغيت المختاريات في المناطق واستفدت من ميزانياتهم بإنشاء هيئات استشارية في المجالات كافة، ويكون أعضاؤها من الأكاديميين والمختصين، وجمعيات النفع العام، ليقدموا للبلاد المشورة في المجالات كافة بدلاً من التخبط الذي نعيشه.
فوزية سالم الصباح 
الراى

تعليقات

اكتب تعليقك