تحقيق العدالة بين الناس كما يري عبدالعزيز الفضلي أعظم ما نحارب به 'داعش'
زاوية الكتابكتب نوفمبر 17, 2015, 11:51 م 826 مشاهدات 0
الراي
رسالتي - تفجيرات باريس
عبدالعزيز صباح الفضلي
لا يمكن لأي عاقل إلا أن يستنكر التفجير وقتل المدنيين الذي وقع في العاصمة الفرنسية في الأيام الماضية.
والذي راح ضحيته العشرات من القتلى والمصابين، من المدنيين المسالمين.
هذه الحوادث التي تدل على ضلال فاعلها، وانحراف فكره، وطيش تصرفاته، فهذه الأحداث تضر المسلمين أكثر مما تنفعهم، وتعود عليهم بالخسارة قبل الربح.
رأينا أثر ذلك في أحداث وتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وما أعقبها من تضييق على المسلمين تم خلاله إغلاق الكثير من المؤسسات الخيرية والدعوية - وحتى بعض المساجد - وسجن لمتهمين أبرياء، وتجميد لحسابات مصرفية تبين بعد سنوات أن ليس لأصحابها علاقة بالأحداث لا من قريب أو بعيد، ناهيك عن استغلال بعض المؤسسات الصهيونية، والنصرانية العنصرية، لهذه الأحداث للهجوم على المسلمين والدعوة إلى طردهم من بلاد الغرب.
ومع هذه الأحداث - تفجيرات باريس - رأينا تفاعلاً كبيراً من هيئة الأمم والدول الغربية وكذلك العربية، والتي استنكرت الجريمة، ودعت إلى ملاحقة مرتكبيها، ووصل التعاطف في بعض بلادنا الإسلامية إلى إنارة بعض المعالم الشهيرة فيها بألوان العلم الفرنسي ورفعه عليها.
والسؤال الذي نود طرحه هنا: هل هذا التعاطف والاستنكار لقتل الأبرياء والدعوة لملاحقة المجرمين يتم مع كل دماء بريئة تراق في العالم، أم أن هذا التعاطف محصور في أصحاب الدماء الزرقاء والبشرة الصفراء والشعور الشقراء؟، هل وجدنا مثل هذا التعاطف مع دماء الأبرياء التي تُراق في الشام وفلسطين والعراق وبورما وغيرها، أم أن هؤلاء بشر لكنهم من الدرجة الثانية أو العاشرة؟
أجريت استفتاء عبر حسابي في «تويتر»، وطرحت فيه سؤالاً وهو: هل تعتقد أن الغرب والأمم المتحدة يدافعون عن حقوق الإنسان في العالم بميزان واحد؟
ووصل عدد المشاركين في التصويت إلى 996 مصوتاً، وكانت النتيجة أن 95 في المئة منهم كانت إجابتهم: لا.
وهذا مؤشر على عدم الحيادية التي تمارسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الغربية في المسائل التي تتعلق بحقوق المسلمين والعرب.
إن أعظم ما نحاربه به فكر «داعش» هو تحقيق العدالة بين الناس، وأن ندعم أصحاب الأفكار المعتدلة، فالظلم يُولد التطرف، والسكوت عن جرائم الإبادة ضد المسلمين، يدفع بالبعض إلى تصرفات غير مسؤولة، وغالباً ما تكون نتائجها للأسف في غير صالح المسلمين.
لا بد من فك الحصار عن غزة، والعمل على رحيل مجرم الشام سريعاً، ومحاسبة مجرمي الحرب في العراق، وإنقاذ أرواح الأبرياء في بورما وأفريقيا الوسطى، وإلا فإن التطرف سيجد المبررات التي يكسب بها تعاطف البسطاء للانضمام إلى صفوفه.
تعليقات