خالد الجنفاوي يرى أن حرية الرأي والتعبير المسؤولة ستحفظ السمات الأساسية والوطنية للمجتمع

زاوية الكتاب

كتب 746 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  -  الإعلام الجديد وتكريس الحوار البناء

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يشير مصطلح الاعلام الجديد إلى مزيج متغير من الاعلام الرقمي والصحف الإلكترونية، وما يتم تقديمه من رسائل إعلامية عبر بعض شبكات التواصل الاجتماعي المتخصصة ويتسم هذا النوع من الاعلام المتجدد بحداثته واستعمال بعض القيمين عليه لوسائل وآليات وتقنيات لا تتوافر في الاعلام التقليدي (صحافة-إذاعة-تلفزيون).
يتحمل القيمون على الاعلام الجديد مسؤولية تقديم طرح إعلامي إبداعي، ومختلف يتوافق مع ما يتحقق في عالم اليوم من تطورات هائلة في حقول الاعلام والصحافة، وربما يخاطب نوعاً مختلفاً من القراء والمشاهدين والمستمعين، ولكن يتوافر أيضاً للقائمين على الاعلام الجديد فرصة مناسبة لتكريس الحوار البناء في المجتمع (Constructive) وهو هدف ربما لم يستطع الاعلام التقليدي بلورته بشكل يحقق الأهداف الأساسية للحوار في القرن الواحد والعشرين، تكريس التعايش السلمي- ترسيخ حرية الرأي والتعبير المسؤولة- التشجيع على قبول ثقافة الاختلاف والتعددية والأهم مد جسور التواصل البناء بين أعضاء المجتمع بهدف تحقيق مصالحهم الوطنية المشتركة.
إضافة إلى تغييره الجذري لطبيعة الساحات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية، يستطيع الاعلام الجديد تقديم نوع مختلف من الخطاب الإعلامي يهدف إلى نشر ثقافة قبول الاختلاف والوحدة الوطنية وتبادل الآراء والأفكار بشكل أكثر فاعلية وديناميكية وفق آليات حوارية إبداعية تُفضي إلى تمكين المجتمع ككل في مواكبة التغيرات الاجتماعية الطبيعية وتحسين طرق ووسائل التواصل الإيجابي بين أعضاء المجتمع الواحد وتطوير طرق المعيشة اليومية في عالم متغير.
يشير الحوار البناء إلى عملية تبادل الآراء والأفكار ليس فقط بهدف الإعلان عن الآراء الشخصية، ولكن مواصلة عملية الحوار حتى يتم تحقيق المصالح المجتمعية المشتركة وتعزيز التوافق الاجتماعي، فالحوار هو بشكل أو بآخر عملية تبادل كلمات بين أفراد يتفقون فيما بينهم على مشروعية آرائهم بينما تنصب جهودهم على تحقيق هدف أو عدد من الأهداف المشتركة التي ستتيح لهم عيش حياة إنسانية متكاملة وإيجابية في مجتمعهم.
يحمل القيمون على الاعلام الجديد على عاتقهم مسؤولية ترسيخ مفهوم الحوار المتواصل بين أعضاء المجتمع، وهذا سيتحقق عندما سيلتزم المساهمون في الاعلام الجديد بمبادئ وقيم مهنية واحترافية تفضي إلى ميثاق شرف إعلامي يتناسب مع حرية الرأي والتعبير المسؤولة التي ستحفظ السمات الأساسية والوطنية للمجتمع المعني، وفي الوقت نفسه تساهم في تقديم نوع مختلف وإبداعي من الرسائل الإعلامية التي تخاطب جيلاً مختلفاً ربما لم يعد يجد نفسه واهتماماته فيما يتم طرحه حالياً في الاعلام التقليدي.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك