المسلمون الآن يتصدرون قائمة الإرهاب بجدارة.. شيخة الجاسم مستنكرة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2015, 11:35 م 570 مشاهدات 0
القبس
كيف يفكر الانتحاري ؟
د. شيخة الجاسم
لا داعي لأن ندافع عن الثقافة الإسلامية الآن ونقول إنها بريئة من الأعمال الإرهابية في العالم، حيث إن المسلمين الآن يتصدرون قائمة الإرهاب بجدارة. اليوم، أريد أن أسلّط الضوء على المسلمات التي يعتنقها الإرهابي والتي تمكن شاباً في مقتبل العمر من قتل نفسه وقتل غيره وإرهاب الناس.
يعتقد الانتحاري أنه على حق لأنه مؤمن. أما الآخر، المختلف عنه، فكافر، وأن من واجبه قتل الكفار ونصرة الدين الحق، لأن ذلك ما يريده الله وفق رأيه. ودائرة الدين الحق ضيقة جداًَ، إذ تشمل فقط من يؤمن ربما بنفس ما أكده له شيخه، فالمسلم من المذهب المختلف كافر أيضاً.
كذلك يعتقد أن حياتنا زائفة مؤقتة، وأن هناك حياة أخرى تنتظره بكل الملذات الحسية التي حرم منها في الدنيا. هذا الشاب الانتحاري بكل هرموناته النشطة يؤمن أن الحور العين متشوقات للقائه، وهو من أجلهن مستعد أن يقتل مئات الفرنسيين «الكفرة».
لأن حياتنا هذه بنظره زائفة غير دائمة، فبالطبع لا تهمه مباراة كرة القدم الودية بين فرنسا وألمانيا، ولا يهمه الفن في العرض المسرحي، ولا لمسات الشيف في المطعم الفرنسي الشهير. هذه كلها ملذات فانية. وهكذا يفخخ نفسه ويكبر ويهلل ويقتل نفسه وعشرات آخرين.
الانتحاري أداة بيد السياسيين الذين ينقلون الحرب من أرض المعركة إلى أماكن آمنة بعيدة ليرهبوا البشرية جمعاء. يستغل السياسيون سذاجة الشاب المغسول الدماغ ويبيعونه الوهم بتذكيره بثقافة الحور العين والجنة. فيلقي نفسه بالتهلكة تنفيذاً لخطة السياسي البائس وإيماناً أعمى بمصير لا يعلمه إلا الله.
أقول لمن يعتقد أن داعش صناعة إيرانية أو موالية لبشار، انظر إلى أسماء الانتحاريين، من الذي فجّر مسجد الإمام الصادق؟ من الذين فجّروا مساجد الشيعة بالسعودية؟ إنهم ليسوا إيرانيين ولا موالين لبشار. إنهم إرهابيون يعتقدون أن المختلف عنهم كافر، وأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم ذاهبون الى الجنة بالتأكيد.
إذا أردنا أن نصحح أخطاءنا الحالية علينا أن نصنع جيلاً متسامحاً، جيلا يعتقد أن الله للجميع، وأن كل إنسان حر في الطريقة التي يعبد بها الله. علينا أن نعلمهم أن خير أمة هي من تصنع الخير للناس جميعاً، خير أمة هي من تصدر الخير. وعلينا أن نعيد التقدير لحياتنا الحالية، العلوم والفنون والتجارة والصناعة والرياضة وكل ما أنتجته الإنسانية يستحق التقدير والاحترام.
تعليقات