الجاسم يكتب عن تدخل قطري بالكويت، ووزير الداخلية ينفي

محليات وبرلمان

الجاسم: مسئولون سعوديون وقطريون يحرضون على الديمقراطية بالكويت

3148 مشاهدات 0



 نفى وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح في تصريحات صحافية نشرتها صحيفة 'الراي' الكويتية اليوم أن تكون الكويت قد تلقت عرضا من دولة قطر بإرسال قوات خاصة لقمع أي احتجاج شعبي على الانقلاب على الدستور لو تم. ونفى الوزير الخالد ما أسماه: 'الإشاعات والأقاويل التي يروجها البعض في الكويت عن وجود عروض من دول عربية ومن قطر تحديدا في شأن إرسال قوات خاصة للمشاركة مع نظيرتها الكويتية لقمع أي معارضة قد تقوم لمناهضة النظام اذا حل مجلس الأمة حلا غير دستوري'. مضيفا أن الحكومة الكويتية تعمل بشكل واضح وأن الكويتيين قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم. مفرقا بين من ينتقدون نقدا بناء ومن يثيرون الفتن مؤكدا معرفة الحكومة بهؤلاء الذين 'يتعرضون للقيادة السياسية أمام الأمريكيين وهم سكاري'. وختم الخالد تصريحه 'للراي' قائلا: 'لا نريد أن نرد على كل شيء لكي لا نعطي حجما للإشاعات أو ننفي شيئا لم نسمع به، وما يهمنا أولا هو مصلحة الكويت'.
 وكان الكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم قد كتب على موقعه 'الميزان' على الانترت أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم قد أبدى استعداد بلاده إرسال قوات خاصة لقمع أي تمرد شعبي في حال حل مجلس الأمة حلا لا دستوري، وأضاف أن مسئولين سعوديين وقطريين يحرضون على الديمقراطية الكويتية. الجاسم أكد في مقالته على حكمة صاحب السمو الأمير، وأكد على ثبات نظام الحكم الكويتي وتأييده من قبل فئات الشعب كافة، على عكس الحالة السعودية والقطرية التي ساق لها الجاسم أمثلة من التاريخ لما تعرضت له من تهديدات وأخطار.
رصدت ما قاله رجل قانون مثل محمد عبدالقادر الجاسم، وما نفاه رجل مسئول هو –وزير الداخلية، وتضع مقال الجاسم أدناه كما هو دون تعليق:

                                                                         بنغال وقطارة'!


أكتب هذا المقال ردا على 'الانتقادات الحادة' التي وجهها بعض المسؤولين في المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة قطر الشقيقة للأوضاع السياسية في الكويت، والتحريض الذي مورس ضد الحرية التي ننعم بها.. أكتب هذا المقال بمناسبة 'العرض القطري' الاستفزازي الذي قدمه رئيس وزراء قطر إلى دولة الكويت بإرسال قوات قطرية متخصصة في مكافحة الشغب للتعامل مع الاحتجاجات الشعبية المتوقعة بعد حل مجلس الأمة وتعليق الدستور.. أكتب هذا المقال بمناسبة ما يتردد من احتمال الاستعانة بقوات 'بنغالية' لمواجهة الكويتيين في حال احتجاجهم على تعليق الدستور.. أكتب هذا المقال لأنني أخشى أن الكويت شعبا ونظاما على وشك الوقوع ضحية 'تعليقات ونصائح وعروض مشبوهة' وردت إلينا!

أكتب هذا المقال لأنني أعلم يقينا أن تعليق الدستور، إذا تم، سيقود البلاد إلى فوضى وإلى مواجهة بين الشعب والنظام.. وإذا كان هناك من يستعد لاستخدام القوة في مواجهة الشعب.. فعلى الأقل نحن لا نريد أن نضرب من قبل 'بنغال' و'قطارة'!

هل تصدقون؟ مع الأسف أن هناك من يطرح فكرة استقدام واستخدام قوات بنغالية وقطرية لمواجهة الاحتجاجات المتوقعة.. كل هذا تحت تأثير 'تعليقات ونصائح' و'انتقادات'!

أكتب هذا المقال لأن ثقة الشعب الكويتي بحكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كبيرة ولا حدود لها.. أكتب لأنني على ثقة أن تراث الحكم الممتد منذ عهد صباح الأول حتى العهد الحالي سيكون هو الدرع الواقي لحماية هذا المجتمع من الانقسام.. هو الدرع الواقي الذي تعتز به الكويت ولا يملكه الأشقاء.

بين استلام الشيخ صباح الأول مقاليد حكم الكويت واستلام صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الأمير الحالي مقاليد الحكم فاصل زمني مقداره 250 عاما أو يزيد.
صباح الأول استلم الحكم في العام 1756 بناء على رغبة أهل الكويت في اختيار حر مباشر.. بلا سيف وبلا منسف وبلا انقلاب.. وصباح الأحمد استلم الحكم في العام 2006 بناء على رغبة الشعب الكويتي في اختيار حر مباشر بواسطة الدستور.. وأيضا بلا سيف وبلا منسف وبلا انقلاب.. كانت هناك خلافات حادة سبقت تولي صاحب السمو مقاليد الحكم.. حسمت بالديمقراطية وبالإرادة الشعبية.. لا بالدم ولا بالانقلاب.. هناك 'تراث' كويتي فريد يتميز عن تراث باقي دول مجلس التعاون.. ويتميز تحديدا عن تراث دولة قطر الشقيقة... وهناك 'واقع' كويتي يختلف تماما عن الواقع السعودي.

في قطر تمت إزاحة آخر أربعة حكام عن كراسيهم عبر انقلابات... وحتى العهد الحالي تعرض لمحاولة انقلاب.. في قطر، وعلى مستوى الحكم، ليس هناك شعور بالأمان أبدا.. في قطر يزيح الأب ابنه عن ولاية العهد ويزيح الابن الأب عن الحكم!

في المملكة العربية السعودية وقعت أحداث خطيرة.. حركة الأمراء الأحرار.. اغتيال الملك فيصل رحمه الله.. أحداث الحرم المكي (حركة جهيمان العتيبي).. انتفاضة المنطقة الشرقية.. الأحداث الإرهابية في السنوات الأخيرة واستهداف الجماعات المتطرفة لحكم آل سعود.

الكويت، وبفضل الله، ليست قطر وليست السعودية.. مع كل الاحترام والتقدير للأشقاء.. فالحكم في الكويت لا يعاني من مخاطر تهدد وجوده أو استمراره.. صحيح لدينا مشاكلنا ولدينا إخفاقاتنا.. لكن، وبكل فخر أقول، لا يوجد كويتي واحد يكره الأسرة الحاكمة.. لا يوجد كويتي واحد يتآمر على الأسرة الحاكمة.. لا يوجد كويتي واحد يتمنى سقوط حكم آل صباح.

حتى خلافات الشيوخ عندنا، ورغم آثارها السلبية على الحكم وعلى وضع البلاد، إلا أنها غير ملوثة بدم.. طموح الحكم لدى بعض شباب الأسرة الحاكمة لم يدفعهم إلى القيام بانقلاب كما حدث في قطر.. لذلك فتراث الحكم عندنا يختلف عن تراث الحكم في قطر، وحين يتقدم رئيس وزراء قطر بعرض 'توريد' قوات قطرية خاصة.. فإنه لا يريد الخير لا لحكامنا ولا للشعب الكويتي، فاحتفظ يا شيخ حمد بن جاسم 'بقواتك الخاصة' فربما تحتاجها في يوم ما 'للدفاع' أو، من يدري، 'للهجوم' في بلادك!

أعود فأقول نعم.. لدينا مشاكل كثيرة في الكويت.. لدينا صراعات كثيرة في الكويت.. لدينا إخفاقات يومية.. لدينا فشل وعجز عن إدارة الدولة.. نعم كل هذا صحيح، لكن.. لدينا نعمة الأمن والأمان يتمتع بها حكامنا كما نتمتع بها نحن. حكامنا لا يسكنون قصورا ولا تحرس منازلهم مدرعات ولا مصفحات ولا قوات خاصة.. صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد يضيق ذرعا بالحماية المرافقة له.. منزله تحرسه ولا تحميه سوى دوريات محدودة من جهاز الشرطة. وأذكر أنني دخلت مرة منزل صاحب السمو الجديد قبل توليه الحكم، ولم يوقفني شرطي أو حاجز أمني.. بل لم يعترضني في دخولي من الباب الخارجي وحتى الغرفة التي كان سموه يتواجد فيها أي شخص.. هذا هو الوضع في الكويت.. وحتما لن نجد هذا الوضع في قطر أو في أي دولة خليجية!

أن ما يحز في النفس حقيقة هو أن تفلح 'النصائح والتعليقات والانتقادات والعروض' في شق وحدة الصف الكويتي وفي خلق مواجهة بين الشعب والأسرة الحاكمة..

إن ما يحز في النفس حقيقة هو أن يخضع قرارانا الداخلي 'لنصائح وتعليقات وانتقادات وعروض' خارجية..

إن ما يحز في النفس حقيقة هو أن ينجح شخص ما في التحريض على الانقلاب على الدستور..

إن ديمقراطيتنا قادرة على إصلاح نفسها بنفسها.. وثقتنا في حكمة صاحب السمو أمير البلاد وفي عزمه على المحافظة على تراث أجداده وتراث الكويت كبيرة..

صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. أنت محسود لأنك تحكم شعبا يحبك كما أحب أسرتك.. لأنك لا تحتاج مدرعة لحمايتك ولأنك تنام الليل قرير العين فيما غيرك يشك حتى في.. ظله!

 


 

الآن-الراي-الميزان

تعليقات

اكتب تعليقك