البصمة .. هل تستطيع إلزام الموظفين بالدوام الرسمي ؟

محليات وبرلمان

2083 مشاهدات 0


 نظام البصمة يوجد حاليا ببعض الجهات الحكومية، وهناك جهات أخرى مقبلة على تطبيقه وأخرى لم تعلن رغبتها به أو الاستمرار بتطبيقه، إلا أن التساؤل المطروح هل البصمة قادرة على إلزام الموظفين على الحضور والإنصراف وتقليل نسبة الغياب؟ و هل ستكون طريقة ناجحة أم تشوبها بعض الشوائب؟ وهل يستطيع البعض التحايل عليها رغم أنف القانون؟
كثير من الوزارات وضعتها إلا أن هناك موظفين لا زالت البصمة لا تمثل أي تغيير في عملهم، ويعود الفضل بذلك للواسطة، وهناك الكثير من الظروف التي تسمح للبعض بأن يتحايلوا ويجدوا لهم المخارج كي يستطيعوا أن يبعدوها عنهم، أضف إلى ذلك أن حضور الموظفين في الغالب يكون للبصمة ولا تعيق خروجهم مرة أخرى من الدوام، حيث تجد بعضهم ملتزما بمواعيد البصمة و هي قبل السابعة والنصف خلال فترة الصيف وفي الثامنة صباحا في فصل الشتاء، ومن ثم يهم خارجا من عمله ليعود مرة أخرى بنهاية الدوام ليمسح على جهاز البصمة التي لم تفعل شيئا إلا أنها أجبرته على تغيير عاداته و ما عليه إلا أنه يتأقلم على وضع جديد و هوالحضور و الانصراف لتقديم أصبعه الثمين ووضعها على جهاز البصمة.
إضاف إلى ذلك أن العديد من الموظفين يستخدمون الوسائل الكثيرة التي تتطلب من الموظف التقرب من موظفي متابعة البصمة والدوام و هنا لن يتطلب منه الحضور، فمجرد اتصال مسبق لأحدهم ليقول له 'ما طلبت شيء ' كما نجد البعض أيضا تصلهم ورقة الاستفسار عن عدم تبصيمهم في هذا اليوم ليقدمها لمسئوله فيوقع له لأنه بالأساس لن يتذكر ما إذا كان متواجد خلال تلك الفترة التي مر عليها زمن طول، وبذلك يعفي من الخصم بشهادة من مسئوله أن كان متواجد في العمل، وأحيانا تصيب الأجهزة زهايمر مبكر لتجعل من هم ملتزمون بالحضور غير موجودون والعكس صحيح، والكثير من الأخطاء التي تحيط بتلك الأجهزة والوسائل المستخدمة للتحايل عليها.
إن هذه الأجهزة قد لا تفيد بإلزام الموظف بعمله، لكن هناك عوامل أخرى لابد أن تتوفر و أهمها الإخلاص بالعمل ووجود توزيع صحيح لكمية العمل، بحيث يحق للموظف أن يذهب وقت ما يشاء إذا أنجز عمله بالصورة المطلوبة، كما أن كيفية الإدارة الصحيحة لابد أن تتطور و يصبح لدينا مدراء قادرين على جعل الموظف يتمسك بوظيفته لعدة أسباب، وليس للراتب الذي يعد هو وحده الهدف الأسمى لدى الموظفين بجميع الدوائر الحكومية، و لكن لابد أن يشعر بأهميته و قيمة المهمة لأدائه لعمله، و أيضا يشعر أن هناك تنظيم  وقوانين مرنة تضع بالحسبان الظروف الخاصة التي يمر بها الموظف.
 الموظف الحكومي لابد أن يجد الأجواء من حوله تساهم على أن يأتي مبكرا في الصباح، و لايحاول الهروب من عمله لوجود فجوة بينهما، كما أن المسئولين من حولهم قد يحولون مكان العمل إلى جحيم لا يطاق، فتجد عدم الالتزام بالدوام كنوع من حالة الإعلان عن عدم الراحة والرغبة بتغييره، والطامة الكبرى عندما لا يسمح لهم بالنقل إلى مركز عمل آخر مما يجبرهم لتغيير حالهم إلى السلبي، وباتت البصمة هي فقط مايجبر الموظف على الحضور البقاء بمركز عمله، من دون أي إنتاجية في العمل.
الكثير من الأسباب التي تحيط بالموظف و هناك من لا تشكل البصمة  أي عبء عليهم ولم تغير أي شيء بوضعهم، كما أن هناك بعض الموظفين عملهم يكون بصورة زيارات خارج مركز العمل وليسوا مجبرين بالجلوس على مكاتب أو استقبال معاملات وأوراق  المراجعين،  لذلك لابد من فهم حالة الموظفين، وهل تتناسب طبيعة عملهم مع البصمة، و هل هي ناجحة فعلا في بعض الوزارات و غير مفيدة بأماكن أخرى؟
في القطاع الخاص هناك شركات وبنوك محلية ومؤسسات سبقت حتى الدوائر الحكومية بنظام البصمة، ولكن تى فيها الانتاجية لأنهم يمزون الغث من السمين بين الموظفين، لأنهم يدركون بأن الحضو والانصراف وحده ليس معيارا لعطاء الموظف وان كان مهما، لأنه وفي كثير من الأحيان ينجز الموظف خلال ساعة أو ساعتين مالم ينجزه زميله في عدة ساعات، ومهما تطورت وسائل المراقبة 'البوليسية' على أداء الموظفين، تبقى المراقبة الشخصية المنصفة هي الأفضل.
 
 
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك