فؤاد الهاشم يشيد بلجنة إنقاذ البورصة والبنوك برئاسة محافظ البنك المركزى التى نجحت فى إعادة اللون الأخضر للبورصة ..وينتقد باقر
زاوية الكتابكتب نوفمبر 22, 2008, منتصف الليل 551 مشاهدات 0
«طائرة الإطفاء».. العملاقة!!
.. يبدو المشهد وكأنه فيلم سينمائي هوليوودي من أفلام الأكشن، إذ تشتعل النار في الغابة ويزداد سعيرها وتصل إلى المناطق السكنية، فنشاهد البشر يتراكضون في كل اتجاه، كبار السن يسقطون مغشيا عليهم، الأطفال يصرخون والأمهات يولولن، تختلط فلول الغزلان الهاربة من الغابة بالبشر، وتختفي أسراب الطيور التي تلوذ بالفرار بسحب الدخان الأسود!! وضع مأساوي يملأ الشاشة السينمائية، والجمهور يحبس أنفاسه متابعاً - بقلق ورعب وخوف - المشاهد التالية، وفجأة.. تظهر في الأفق طائرة عملاقة يسبقها هدير محركاتها العملاقة ثم تكبر شيئا فشيئا وهي تقترب من المنطقة المنكوبة حتى تصبح فوقها تماما، فتفتح بطنها لتنهمر ملايين الجالونات من المياه على تلك النيران المتأججة فتجعلها اثرا بعد عين، فتنطفئ ويختلط هتاف الناس - في الفيلم - مع تصفيق وضحكات الاستحسان من جمهور الصالة، ثم.. تقترب الكاميرا - شيئا فشيئا - من مقصورة القيادة لهذه الطائرة التي كتمت أنفاس النار وأخمدتها، فإذا بالقائد هو محافظ البنك المركزي الكويتي ومساعد الطيار هو مدير عام الهيئة العامة للاستثمار في البلد.. ذاته!! هذا هو المشهد الحقيقي للكارثة الاقتصادية والمالية التي ضربت البلاد والعباد بعد ان اصابت العالم برمته!! اخيرا، عاد اللون الاخضر لمؤشر سوق الكويت للاوراق المالية - ولثلاثة ايام متتالية - بعد ان نزف آلاف النقاط ولم يتوقف عن اللون الأحمر منذ ان كان «15 الف نقطة» حتى استقر عند رقم «ثمانية آلاف» نقطة ضاعت معه عقول المتداولين بعد ان طارت مدخراتهم، وحتى المال العام الذي استثمرته الحكومة في البورصة انخفض الى ما دون.. النصف!! لو استمر ملف هذه الازمة بيد «الصيدلي باقر العيش والبلاليط والهريس» - والذي لا يجيد الحديث عن الازمة سواء أكان داخل مزرعة في «كبد» أو في منتدى «دافوس الاقتصادي»- لكان الدمار شاملا وكاملا وتاما، ولأن الامر - وُسّد - اصلا لغير اهله «فلم يعد في الامكان ألعن.. مما كان»، لكن رحمة الله واسعة فتدخلت ايادي مجلس الوزراء وامرت بتشكيل لجنة سميت بـ «لجنة الانقاذ» ضمت في عضويتها خيرة العناصر الوطنية وترأسها محافظ البنك المركزي وهو رجل مهني ومحترف، وملأ مكانه - ليس ببشته - بل بعلمه وفهمه وذكائه وخبرته المالية الطويلة، فعرف من اين يمسك بهذا الملف وكيف يبدأ، فالتقط هذه «الجمرة المشتعلة» وابتدأ المشوار! كانت البداية في علاج مشكلة «المشتقات المالية» التي اصابت بنك الخليج - والذي لو انهار، لأنهارت معه 20 مليار دينار - من اموال الناس وحقوق المساهمين، فنجح في ذلك وانتهت المشكلة عن طريق زيادة رأسمال البنك «%100» وعلى ان تقوم الهيئة العامة للاستثمار بالمساهمة في هذه الزيادة وبسعر «300» فلس مع علاوة الاصدار - وهو سعر جيد ومفيد للجميع - ولتعود حقوق المساهمين كما كانت قبل.. الازمة بل، ان الدولة استفادت - هي الاخرى!! ثم تحركت اللجنة ورئيسها لايجاد حل لشركات الاستثمار - التي لو تعرقلت - فستكون كالمسباح الذي انقطع خيطه وسقطت حباته على الرمال في يوم.. عاصف ليردد اصحابها كلمة «شيلمهن» آلاف.. المرات، وقام رئيس اللجنة - محافظ البنك المركزي - بسد كل الثغرات التي تنفذ منها المشاكل المالية والقروض الخارجية والديون المحلية للبنوك، وبعد ان تأكد «المحافظ» وفريقه ان مشكلة بنك الخليج وشركات الاستثمار قد انتهت وانفرجت وتسهلت، تقدم الى مجلس الوزراء بمقترح «المحفظة المليارية» للاستثمار في السوق الكويتي ليؤكد جدوى الاستثمار فيه، وان اسعار الاسهم المتدنية لا تعكس قيمتها العادلة خاصة للشركات ذات الارباح التشغيلية!! الحق يقال ان مجلس الوزراء - ومجلس الأمة - تعاملا مع هذه الاقتراحات بمسؤولية كبيرة وتركا لأهل الاختصاص حرية الحركة لعلاج الكارثة، فكانت موافقة مجلس الوزراء على تدخل «الهيئة العامة للاستثمار» وبقيادة مديرها اكتمل «طاقم الطائرة العملاقة» لاطفاء ذلك الحريق المالي الذي التهم كل اوراق البنكنوت من داخل جيوب المتقاعدين والمتداولين، ليختفي لون النار «الاحمر» ويعود اللون الاخضر الساحر ليسر الناظرين ويبهج.. المرعوبين!! فشكرا لمحافظ البنك المركزي، وشكرا لمدير الهيئة العامة للاستثمار، ولا عزاء.. «للبلاليط والهريس ومعجون الطماطم»!!
***
.. كم عدد العرب والمسلمين الذين احرقوا اعلاما امريكية طيلة الثلاثين سنة الماضية؟ وكم عدد العرب - والمسلمين - الذين يقفون في طوابير امام السفارات الامريكية يحلمون بتأشيرة دخول الى ارض.. الاحلام؟!
تعليقات