من دون تعليم صحيح وحقيقي لا يمكن أن تكون هناك تنمية.. برأي عبدالعزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 748 مشاهدات 0


الراي

ربيع الكلمات  -  التعليم الفائق.. وسوار شعيب

عبدالعزيز الكندري

 

لا شك في أن التعليم يمثل حجر الزاوية للدول الفقيرة في العالم الثالث لانتشالها من هذا الواقع إلى مستقبل أفضل، ويقول التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2013/4، التابع لمنظمة اليونسكو «لو أن كافة التلاميذ في البلدان المنخفضة الدخل اكتسبوا مهارات القراءة الأساسية في المدرسة، لكان من الممكن انتشال 171 مليون نسمة من الفقر»، ولا يمكن إحداث نهضة حضارية إذا كانت نسبة الأمية هي الطاغية، فالتعليم هو المنهل الذي يمد المجتمع بكل التخصصات التي يحتاجها، ومن ثم تكون النتيجة عملية البناء والتطوير...

ومن الممكن القول إنه من دون تعليم صحيح وحقيقي لا يمكن أن تكون هناك تنمية، فهما وجهان لعملة واحدة، والمدرسة هي اللبنة والبيئة الحاضنة لقادة المستقبل وتغذيتهم بالمعارف والعلوم المختلفة، ويمكن الحد من الجريمة في الدول النائية والفقيرة لو تم بناء المدارس كما يذكر (فيكتور هوجو) عندما يقول:«من فتح باب مدرسة أغلق باب سجن».

إذاً فالتعليم حق للجميع دون استثناء للشباب والبنات على حد سواء، وهو كفيل بحل أغلب المشاكل التي تواجه الدول الفقيرة، ومن دون تعليم تكثر الجريمة، كما تتحدث التوجهات الإنمائية العالمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، ولكن التحديات كبيرة لكنها مستحقة، فهناك لايزال 57 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم، لأنهم ببساطة ليسوا في المدارس وهنا تكمن المشكلة. ويقول الرئيس الأميركي باراك أوباما:«لا يمكن للدول أن تنمو إذا لم يتم توفير التعليم الأساسي للفتيات».

هذا بالنسبة لانتشال البسطاء من الفقر، أما لو أردنا إيجاد الموهبة والإبداع للدول والقفز بها إلى مصاف الدول المتقدمة فنحن بحاجة إلى تعليم مختلف، نحتاج إلى تعليم فائق كما ذكرت حلقة سوار شعيب، والتي كانت بعنوان «رياء العمل الخيري»، حيث إنها وضعت المجاهر الفاحصة والكاشفة في أن الانتقال من الفقر إلى بيئة الإبداع هو تعليم فائق، وهذا التعليم الفائق الموجود في اليابان وسنغافورة، وهما بلدان كانا في المؤخرة والآن هما في مصاف الدول المتقدمة.

وقد سافر الإعلامي شعيب إلى أرض الصومال مع الوفد المرافق له وذلك بالتنسيق مع «الرحمة العالمية» وذلك للقيام بعمل تنافسي بين مجموعة من المتسابقين، بحيث إن الفائز منهم سيحصل على منحة لدراسة الماجستير وتطبيق بحثه في الجامعة التي يختارها، وذلك بعد المرور على لجان المختصين وتقييم هذا العمل بكل دقة واحتراف.

وقد ذكر موقع «الجزيرة» أن قناة سوار شعيب انطلقت على موقع يوتيوب في 5 سبتمبر 2012، وتحظى بقرابة 8 ملايين مشاهدة وأكثر من 121 ألف متابع، كما يتابع مقدم البرنامج شعيب راشد نحو نصف مليون شخص على «إنستغرام» وأكثر من 26 ألف متابع على موقع «تويتر».

ويقول الدكتور حسين الحمادي في كتابه «أسرار الإدارة اليابانية» عن «إدمان العمل» بأنها -الإدارة- تعود في جزء كبير منها إلى تأثير نظام التربية التي ركز عليها نظام التعليم منذ الصغر. فقد وفرت هذه الجرعة المؤثرة شحنة مستديمة عند اليابانيين إلى درجة تجعلهم يخشون عدم العمل، فهم يدركون تمام الإدراك أن توقفهم عن العمل يعني أن بلدهم سيتوقف عن الوجود.

وعندما نتحدث عن أفريقيا وأهمية التعليم فيها يجب أن نتذكر فاتحها الراحل العم عبدالرحمن السميط الذي تساءل جاسم بودي يوماً في مقال له «ماذا يمكن للكويت التي حفر اسمها السميط بأحرف من ذهب على صفحة العمل الإنساني الدولي أن تقدم له؟، وقبل ذلك لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا له؟ رجل في بنغلاديش أسس مصرفاً للفقراء، وهو مشكور ومحمود، لكن كل المؤسسات الآسيوية تقريباً رشحته لجائزة نوبل فحصل عليها. السميط الذي بنى مناطق للفقراء وليس مصرفاً لم يرد الفوز سوى بتقبل الله لعمله... ومع ذلك ماذا فعلنا له؟».

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك