الكويت تشدد على ضرورة التطرق للمأساة السورية
عربي و دوليأكتوبر 14, 2015, 2:02 م 1477 مشاهدات 0
شددت دولة الكويت على ضرورة التطرق الى الازمة الانسانية السورية في اطار البحث عن تحسين الاوضاع الانسانية في العالم'.
واوضح مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية السفير جمال الغنيم في كلمة دولة الكويت خلال اجتماع الدول الاعضاء في المشاورات الدولية حول القمة العالمية الانسانية المقرر عقدها بمدينة اسطنبول التركية عام 2016 'ان الازمة الانسانية السورية خلفت حتى الآن اكثر من 250 الف قتيل واكثر من مليون مصاب و13 مليون شخص ما بين نازح ولاجئ شكلت مآسيهم اسوأ الكوارث الانسانية التي شهدها التاريخ الحديث وما تدفق الاعداد الهائلة من اللاجئين على الدول الاوروبية الا دليل واضح على حجم تلك المأساة'.
واوضح الغنيم 'ان دولة الكويت لم تدخر جهدا ومنذ بداية الصراع في سوريا بطرق كافة الابواب السياسية مناشدة كافة الاطراف المتنازعة وضع حد فوري لجميع اشكال العنف والجلوس على طاولة الحوار للخروج من الازمة التي حذرنا مرارا من أن نيرانها ستطال الجميع'.
واضاف 'ها نحن للاسف الشديد نشهد وبعد دخول الازمة السورية عامها الخامس تحديات امنية شديدة الخطورة على المنطقة بأسرها من بينها سيطرة الجماعات الارهابية على اجزاء واسعة من منطاق في سوريا والعراق اللتين بات الارهاب يتخذ من اراضيهما منطلقا لتنفيذ مخططاته الاجرامية'.
وأوضح 'ان دولة الكويت تؤكد ان تقاعس مجلس الامن عن القيام بدروه وواجباته الاممية وعلى رأسها حفظ الامن والسلم الدوليين اسهم في افراز تلك التحديات الامنية'.
واكد السفير الغنيم ان 'دولة الكويت متمسكة بموقفها الثابت والمبدئي بأن حل هذه الازمة لن يكون الا من خلال الطرق السياسية السلمية بعيدا عن اي حلول اخرى يدفع الاشقاء في سوريا ثمنها' لافتا الى انه 'وانطلاقا من ايمان دولة الكويت بمسؤولياتها الانسانية لاغاثة ابناء الشعب السوري المنكوب استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا منذ عام 2013'.
وذكر أن التعهدات المعلنة فيها بلغت اكثر من سبعة مليارات دولار ساهمت دولة الكويت بمليار و300 ملين دولار منها تم تسليم الجزء الاكبر منها الى وكالات الامم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالعمل الانساني فيما تم توزيع الجزء الآخر عن طريق المؤسسات الخيرية المحلية العاملة في المجالين التنموي والانساني.
ووجه الغنيم باسم دولة الكويت صادق الشكر والامتنان للجهود والتحيات المضنية التي بذلتها وما زالت دول الجوار السوري منذ اندلاع الازمة نيابة عن المجتمع الدولي تلك الجهود التي تستلزم من المجتمع الدولي تقديم الدعم الكافي لاسناد حكومات تلك الدول في المضي قدما بعملية احتواء ازمة اللاجئين السوريين.
وجدد تقدير دولة الكويت واعتزازها بمنح حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه شهادة تقدير من الامين العام للامم المتحدة كقائد للعمل الانساني وتسمية دولة الكويت مركزا للعمل الانساني.
واوضح السفير الغنيم 'ان هذا التقدير توج دور دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا في انقاذ حياة الملايين من البشر حيث تأتي دولة الكويت في المرتبة الاولى عالميا في تقديمها للمساعدات الانسانية وفقا لاجمالي الدخل القومي وهي النسبة الاعلى المقدمة من بين الدول المانحة وفقا للتقرير الانساني العالمي لعام 2014 الصادر عن مبادرة التنمية'.
واكد رؤية دولة الكويت التي تطالب بالتركيز بصورة اكبر على اهمية ربط عامل التنمية بالعمل الانساني وهو الدور الذي حرصت دولة الكويت على القيام به عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية نظرا لامتداد الازمات الانسانية القائمة الى فترات طويلة غير مسبوقة.
واوضح 'ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يمثل دورا رائدا في تقديم المساعدات التنموية للدول النامية ولبعض الدول المستضيفة للاجئين السوريين دون محددات جغرافية او دينية او قومية فاستفادت منه اكثر من 100 دولة بقيمة تجاوزت 18 مليار دولار منذ انشائه عام 1961.
وشدد على ان دولة الكويت ستواصل تقديم قروضها التنموية ضمن خططها المستقبلية للسنوات ال15 المقبلة بما قيمته 15 مليار دولار تلبية لاستحقاقات التنمية المستدامة.
وأضاف 'ان منطقة الشرق الاوسط أمست في وقتنا الحاضر بؤرة للصراعات والازمات الانسانية من صنع الانسان اذ يمر كل من العراق واليمن الشقيقين بأزمات انسانية دامية أفضت الى نزوح 2ر3 مليون نسمة في العراق والى حاجة 21 مليون نسمة في اليمن لمساعدات انسانية عاجلة اي ما يعادل 80 بالمئة من تعداد سكانه فضلا عما يقاسيه الشعب الفلسطيني الشقيق جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم'.
وأعاد السفير الغنيم التذكير بأن الكويت ترجمت مسؤولياتها الانسانية منذ بداية أزمتي العراق واليمن فتبرعت في حينه بمبلغ 200 مليون دولار للمساعدة في تخفيف المعاناة الانسانية بالعراق وبمبلغ 100 مليون دولار للاخوة من ابناء الشعب اليمني.
وقال 'ان انعقاد القمة الاممية للعمل الانساني لحظة فارقة تستوجب استثمارها للنهوض بنظام العمل الانساني القائم ليتمكن من مواجهة التحديات الآنية والمقبلة من خلال تعزيز آلياته لا سيما تلك المتعلقة بالانذار المبكر وتفعيل الاستجابة الجماعية وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية'.
واعربت عن الأمل في 'ان تحقق مشاورات جنيف اهدافها المأمولة لتسهم في تمهيد الطريق نحو نجاح قمة العمل الانساني القادمة في مدينة اسطنبول'.
كما اعرب السفير الغنيم عن شكر دولة الكويت للحكومة السويسرية على استضافتها هذه المشاورات الدولية الهامة وللحكومة التركية الصديقة على المبادرة باستضافة المؤتمر العام المقبل.
واشاد بجهود مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية منذ بدء التحضيرات لانعقاد هذه القمة الاستثنائية 'ما سيسهم في تحقيق النجاح المأمول الذي نتطلع اليه جميعا من هذه المشاورات'.
واعتبر السفير الغنيم 'ان عالمنا المعاصر يشهد عددا من الازمات والكوارث الانسانية غير المسبوقة على مستوى العدد والامتداد الزمني واعداد الضحايا حيث بات العالم وبصورة يومية ومنذ ما يقارب الخمس سنوات يتلقى انباء سقوط العشرات من الضحايا الابرياء نتيجة الازمات الانسانية الطبيعية او تلك التي من صنع الانسان'.
ولفت الى احصائيات الامم المتحدة التي تؤكد وصول اعداد المشردين واللاجئين من جراء الصراعات والازمات القائمة الى 60 مليون نسمة في وقت بات العمل الانساني القائم شبه عاجز عن تلبية متطلبات اغاثة الضحايا والمنكوبين جراء الازمات الانسانية المتلاحقة والممتدة.
واوضح ان تلك الظروف العسيرة شكلت بمجملها وضعا انسانيا استثنائيا يتطلب من دون شك عقد هذه القمة الانسانية غير المسبوقة والتي يستحق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الشكر والتقدير على مبادرته باعلان انعقادها اذ تمثل امتدادا لجهود الامم المتحدة الانسانية الهامة.
وأكد ان دولة الكويت كان لها شرف احتضان المشاورة الاولى تحضيرا لانعقاد العمل الانساني من خلال استضافتها لاجتماع المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول هذه القمة في 14 اكتوبر من العام الماضي على هامش مؤتمر الشراكة الفعالة من اجل عمل انساني افضل.
كما اشادت الكويت بنتائج وتوصيات المشاورات الاقليمية لا سيما تلك المعنية بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كونها تمثل اكثر المناطق احتواء لأشد الازمات الانسانية القائمة في العالم.
تعليقات