الكويت ما زالت تعاني من عبث بعض الوزراء والنواب.. بوجهة نظر محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أكتوبر 9, 2015, 11:01 م 631 مشاهدات 0
القبس
أرباب العقول والحظوظ..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
«اللهم ارزقه حظّاً يخدم به أرباب العقول، ولا ترزقه عقلاً يخدم به أرباب الحظوظ». (والدة الإسكندر)
كثيراً ما تسمع من الأقربين والأبعدين أن فلاناً الوزير أو بضغط من النائب الفلاني وظّف «سيناً» من الناس أو مجموعة محسوبة على أحدهما (غير مؤهلين) في مراكز في الدولة يحتاج فيها إلى أهل الخبرة والمؤهل يعني بالكويتي الفصيح «حمار ساقية» لا علم له بالإدارة ولا فهم في المعاملة ولا علم بأغلال المصالح والمنافع لا مصالح العباد ولا البلاد فتراه بدل أن يوضع صاحب الخبرة على أهل الخبرة أتى بجاهل على خبراء، فكلما أصدر قراراً، تعميماً، رده الخبراء لأنه لا يتوافق مع الأمور الإدارية والفنية التي هم أعلم بها.
وهذا الدخيل مصاب بداء الغرور والكبر، فلا يأخذ بنصح الناصحين ولا مشورة المستشارين قبل إصداره القرارات والتعميمات، وما إلى ذلك من أمور تتعلق بالمصلحة العامة، فقد صمَّ أذنيه دون الإصغاء إليهم.
الأشرار من الوزراء والنواب الذين همهم الرئيس هو مصالحهم الانتخابية والعودة مرة أخرى إلى دكاكينهم، حيث الكنز الذي لا يفنى وهو كرسي الوزارة أو العضوية الذي غيّر فيه أحوال الكثير منهم من السفول الأرضي إلى الارتفاع الخادع.
هؤلاء هم أرباب الحظوظ من الذين لا يهمهم من يضعون في المناصب، هل هي مناسبة لعقولهم أو «تخب» عليهم؟ لأنها كبيرة وصعبة فهؤلاء لا ينظرون إلى ذلك أي مصالح البلاد، وإنما ينظرون إلى طلب هذا المدعي للعلم والفهم والإدارة.
ما زالت الكويت تعاني من عبث بعض الوزراء والنواب، أي لم يتغير شيء منذ المجالس القديمة «هذا سيفوه وهذه خلاجينه»، فهؤلاء يتبعون من سبقهم حذو القذة بالقذة، فما زالت الانتهاكات قائمة ومستمرة، وهي طرد أو إقالة المجد والخبير العليم وإحلال الكسول الفاشل الجرثومة المعدية والمدمرة لكل شيء قائم، وجميل، ومنظم مكانه.
المخدومون اليوم في بلد الفوضى العارمة «من صادها عشا عياله» هم أهل الحظوظ التي تخدم مصالحهم ولا تخدم البلاد، وأما المستحقون من أهل العقول فلا أحد يخدمهم، بل هم منبوذون في كل مكان، هذا يردهم والآخر يصدهم، ومن يقيم من اليوم؟!
إذا كان هذا يخدم طائفته والآخر حزبه والثالث جماعته والرابع قبيلته، فلا أحد لأهل العقول أو معه هكذا والله الأمور! والله المستعان.
* الأجواد:
«مشيك مع الأجواد يريح خاطرك، تتعب مع الأنذال، ولو كنت راكباً»!
تعليقات