أزمة تساقط الأقنعة، وثبات الحكمة

محليات وبرلمان

2333 مشاهدات 0


                                                                       

 لا زالت الأزمة بين السلطتين- حتى كتابة هذا الرأي- قائمة، ولا زالت الحكومة صامتة بلا حراك، ولم تعلق على الاستجواب- سلبا أو إيجابا، ولا زالت الحكمة سيدة الموقف، ولا زال الدستور صامدا مصانا بيد أمينة عرفت بالدفاع عنه وحمايته في وجه دعوات الفوضى وصرخات الانقلاب.
 لكن الأزمة أظهرت للمتابع حقائق ما كان لها أن تتكشف لو لم تندلع، وأسقطت أقنعة كانت تستر القبيح من الوجوه السياسية، وكأننا بضمير الشعب ودستوره يرددان: 'جزى الله الشدائد كل خير، عرفت بها صديقي من عدوي'.
 تساقط الأقنعة يذكرنا بالمأثور من القول من أن النار التي أضرمت لحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام شارك في مشهدها طرفان: برص (بريعصي) ينفخ في النار الهائلة ليزيدها اشتعالا، وعصفور (وقيل ضفدع) اجتهد جيئة وذهابا بين النار وجدول ماء يحمل في كل مرة نقطة يبصقها على النار في محاولة يائسة لإطفائها. فلا البرص زاد النار اشتعالا، ولا العصفور أطفأ النار بمحاولاته. لكن كلا منهما كشف عما في قلبه وعبر عن مكنونه وعن موقفه من النار التي كانت تتلظى.
 وهكذا كان البعض خلال الأزمة: فريق يحاول زيادة النار بقرع طبول الحرب على الدستور، وآخر ينادي بالتمسك بالشرعية الدستورية ضمانا لحل الأزمات جميعا.
 الفريق الأول كشف عما في قلبه، والفريق الثاني عبر عما في جنانه، وبينهما شموخ القيادة الحكيمة التي ترقب المشهد بأذن صاغية وقلب مفتوح، وسوف تتخذ ما تراه مناسبا ضمن الآلية الدستورية.
  الأزمة تخيم على المشهد السياسي، والمواقف تتوالى 'إلحق ما تلحق'، والانتهازيون ينتظرون حتى اللحظات الأخيرة ، ولكن لنتذكر أن النار صارت ' بردا وسلاما على إبراهيم ' ، و ' البرص ' طلع ' بالشينة ' ، والعصافير فازت ' بالزين ' !!
إنها بحق، أزمة تساقط الأقنعة!!
                                                                

تعليقات

اكتب تعليقك