مشكلة فلسطين واليهود لم يعد أحد يتذكرها الآن!.. بنظر علي البغلي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2015, 12:38 ص 828 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / شتائمكم ودعواتكم بالهلاك ردت إليكم!
علي أحمد البغلي
والكفار هم الغرب والبوذيون والهنود وغير المنتمين لأي دين وملة.. والذي يدعو عليهم غلاتنا بالويل والثبور والهلاك والعمى والجنون.. إلى آخر المفردات التعيسة، ارتدت كلها علينا كأمة إسلامية وعربية، فالتشرد والقتل والهدم والهلاك والتوحش كلها أمور أصبحنا نعايشها كعرب ومسلمين يومياً منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا بكارثة فلسطين، وظلم اليهود لهم حتى اليوم، الذي نسينا فيه تلك الكارثة وذلك الظلم والتشرد لنشغل أنفسنا بما صنعت أيدينا من مشاكل تهون أمامها مشكلة فلسطين واليهود التي لم يعد أحد يتذكرها الآن.. وبالأخص المنتمون للأصولية – الإخوان – سلفية – الذين لم نسمع منهم صوتاً ضد ما يقوم به اليهود مؤخراً في المسجد الأقصى في القدس، وهو الذي طالما جأرنا بأنه ثاني الحرمين وقدس الأقداس بعد مكة المكرمة؟! فقد أصيب على سبيل المثال 22 فلسطينياً وامرأة تركية خلال اعتداءات نفذتها الشرطة الإسرائيلية وعشرات المستوطنين على المسجد الأقصى الاثنين الماضي، ونتجت الإصابات عن حروق تسببت بها القنابل الصوتية التي أطلقت على المصلين المرابطين، وتسببت أيضاً في أضرار كبيرة في المصلى القبلي الذي تم ترميمه قبل أيام، بعد قيام جند الاحتلال بإحراقه!.. ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً من غلاة الأصولية ولا من مدّعي الاعتدال الذين صبوا جام غضبهم على إيران بدلاً من إسرائيل بسبب احتجاج إيران على مقتل ما يزيد على 228 من رعاياها، وفقدان ما يزيد على 246 منهم حتى الآن في حادثة منى الأسبوع الماضي (القبس 30 سبتمبر الجاري).. وهو أمر طبيعي تقوم به أي حكومة ومن واجبها تجاه مواطنيها.. وقد رأينا على سبيل المثال ما قامت به حكومة دولة الكويت مشكورة تجاه مفقودها الحاج محمد البغلي في رومانيا.. وما تقوم به للعثور على المفقود الفيلكاوي في مكة الأسبوع الماضي.. فالمطلوب أن ننظر الى هذه الأمور من منظور إنساني، وليس من المنظور السياسي.. فمن الغلط تحميل المملكة العربية السعودية الشقيقة الخطأ في هذه المرحلة قبل استجلاء الأمور وظهور نتائج التحقيق لوضع اليد على مواطن الخطأ والخلل إن وجدت.. كما أنه من الخطأ كيل الشتائم والسباب المقذع لإيران لاحتجاجها على مقتل وفقدان هذا العدد الكبير من مواطنيها، وهو الأمر غير المسبوق في هذا الموسم وفي المواسم السابقة للحج، أعني استشهاد وفقدان ذلك العدد من جنسية محددة.. فللغلاة دعاة التعصب نقول لهم احترموا جلال الموت وحرمته في أقدس بقاع الأرض، وابلعوا ألسنتكم، وأكرمونا بسكوتكم.. فقد مللنا من مراثيكم وردحكم الممل المتكرر، وعزفكم ذلك اللحن النشاز، الذي لا تجيدون سواه؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات