علينا اجتثاث ثقافة الموت وإبدالها بالتسامح!.. يكتب عبدالعزيز الكندري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2015, 12:21 ص 512 مشاهدات 0
الراي
ربيع الكلمات / 'تكفي يا سعد... والقصبي'
عبدالعزيز الكندري
جريمة بشعة بكل ما تعنيه الكلمة، وغدر بنفس بريئة، وهو إقدام اثنين أعلنا ولاءهما لتنظيم «داعش» على قتل أربعة أشخاص، حيث كان الضحية الأولى والذي انتشر مقطع في «اليوتيوب» يوثق العملية، حيث إن الضحية طالب في دورة عسكرية في القوات المسلحة السعودية، حيث أوهما المغدور به برحلة صيد برية، وبعد الوصول لمكان الجريمة غدرا به وأطلقا عليه النار وهما من أبناء عمومته وهو يستغيث ويقول «تكفى يا سعد»، ولكن دون جدوى فقاما بقتله بطريقة بشعة شرسة، وقتلا آخرين معه، وتوجها إلى أحد مراكز الشرطة في المملكة العربية السعودية وكان أحد أفراد الشرطة في عمله وهو «الرشيدي» الذي رفض الإبلاغ عن مكان أصحابه بعمل رجولي وبطولي فقاما بقتله كذلك، ضحى بنفسه دون أن يذكر مكان أصحابه في مركز الشرطة.
وأرجعت إلينا الذاكرة البرنامج الذي تم تمثيله في رمضان والذي قام به «القصبي»، وهو تمثيل شخص من «داعش» يقوم بقتل والده، فالبعض قال إن هذه مبالغة حتى جاءت هذه الحادثة المفجعة.
الحجاج كانوا في المناسك، وغير الحاج فرحين بالعيد وتوزيع العيادي على الصغار حتى كانت الصدمة بهذه الأخبار المفجعة، كيف لابن عم أن يقتل ابن عمه؟!، الذي أفسد فرحة العيد علينا، وجعلنا في ذهول من هول الصدمة.
نحن أمام حقبة ومرحلة جديدة من الإرهاب، أن يقوم شخص بقتل أحد أقربائه ومن تربى معه وقضى مرحلة الطفولة معه بحلوها ومرها، نحن أمام مرحلة بدأت تتلاشى فيها قيم التسامح...
علاج هذه المشكلة يحتاج تضافر كل الجهود، والكل شريك دون استثناء أحد، وتشخيص المشكلة بشكل دقيق وصحيح هو نصف حل هذه المشكلة، فالبيت شريك أساسي والمدرسة والإعلام ومنابر المساجد... أما أن نوجه أصابع الاتهام على المناهج فقط، ونطالب ببسط السيطرة عليها فهذا منافٍ للمنطق، بل وقد يزيد ويعقد المشكلة.
علينا اجتثاث ثقافة الموت وإبدالها بثقافة الحياة والتسامح، ونشر ثقافة الحوار والتعايش مع جميع الأطراف، وأن نختلف في الكلمات خير من أن نتبادل بالرصاصات.
ملاحظة:
جهود واستعدادات وزارة الداخلية في مطار الكويت الدولي لاستقبال الحجيج تستحق الشكر، وجهود كانت واضحة وكبيرة. كذلك وزارة الصحة عند سفر الحجاج بالقيام بتوعية الحجاج، لذا استحقتا الشكر.
الراي
تعليقات