المستحيلات كثيرة جدا جدا في حياتنا!.. بنظر حمود الحطاب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 1, 2015, 1:26 ص 507 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات / المستحيلات
د. حمود الحطاب
في بداية يوم جديد صليت الفجر في الشامية الحلوة منطقة سكننا التي بنينا فيها منزلنا العائلي اواسط الخمسينات من القرن الماضي, صليت فجر الأمس الأربعاء في مسجد الصقر وهو كان أقرب المساجد لبيتنا الكائن في القطعة تسعة على شارع وهران, وذهبت لأحدمخابز التنور لشراء الخبز الحار من هناك, فالمخبز يفتح مبكرا , ولما وقفت انتظر أن يبدأ عملية الخبز لاحظت أن بيد أحد الخبابيز سيجارة مولعة, وفي نفس اليد التي فيها السجارة قام بتنقيل كرات العجين من مكان لآخر, ثم أخذ نفسا من سيجارته ونفثها وألقى عقب السجارة التي لم يكمل تدخينها القاها في تنور الخبز ثم بدأ الخبز , يا للوساخة!
ذلك الخباز كان يضع قفازين من القماش بيديه وقد عَلَق بهما حتما دخان السجارة وتلوثت بعض العجائن بيده من التدخين ولما استوى الخبز قال لي الخباز المسؤول عن إخراج الخبز من التنور كم خبزة تريد ? قلت له : لا أريد خبزا الآن سأنتظر قليلا, ففتح التنور الثاني وبدأ الخبز فيه فقلت في نفسي :اتوقع أن كميات العجين السابقة قد امتصت كل رائحة السجارة التي كانت بيده , فنحو عشر عجينات خبزها كانت كافية لتمسح أثر التبغ فيها وسيأكلها الناس في بطونهم وهي ملوثة برائحة الدخان.
أخذت الخبز من التنور الآخر واخترت عددا من الخبز قد خرج متآخرا من التنور لمزيد من الاحتياط وقلت لصاحبه أتدري لماذا رفضت ذلك الخبز من ذلك التنور ? فنظر إلى سريعا وهو يقنص الخبز من التنور : قلت إن صاحبك ذاك كان يمسك سيجارة بيده وهو يخبز.
أعطيته فوق حقه من النقود وانصرفت. يا أهل البلد ويا كل الغافلين عن الجانب الصحي في ما نأكل من عمل الأسواق والمطاعم والمخابز لكم الله. أما البلدية فلا ألومهم على شيء أبدا, فهم لا يستطيعون أن يجعلوا لكل عامل في تغذية الناس “بودي قارد” يحرسه ولا يستطيعون أن يربوا ضمائر الناس. قلت هذا من المستحيلات.
من المستحيلات أيضاً وهي كثيرة جدا وجدا في حياتنا, أن نعرف نوع اللحوم وحقيقتها وهي التي نأكلها من المطاعم فبعضها من البرازيل وبعضها من الهند وبعضها من هذا البلد وذاك, ولمن يأكل اللحوم وتوابعها في المطاعم أو الدجاج نقول لنا ولكم الله, فلسنا ندري هل تم ذبح القردة وتمت تعبئتها للتصدير على أساس أنها لحوم جاموس مثلا أو لحوم ضأن أو لحوم جدي? من يدري?
ومن المستحيل على أي مواطن أن يعرف بنفسه ما الذي تلذذ بأكله مع الفلفل والبهارات والبصل المحموس هل هو لحم جاموس تكة أم لحم نسناس أم لحم بقرة ميتة… إحنا أمانة في رقبة حكومتنا. ويع ويع يا الدنيا.
تعليقات