عن سر الحرب الضروس في 'التطبيقي'!.. تكتب بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

انتشرت كالنار في الهشيم حرب ضروس ضد الهيئة التدريسية بكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وامتدت نيرانها لتنال من الهيئة التدريسية بكليات جامعة الكويت. وشارك في هذه الحرب المفتعلة، التي تدور رحاها حول شهادات الماجستير والدكتوراه المزورة، بعض نواب مجلس الامة الذين يرون أنه تجب إحالة أصحاب تلك الشهادات المزورة إلى النيابة ومحاسبتهم واسترداد المبالغ التي تم صرفها لهم! وقد أعلنت المديرة العامة للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم: «أن السبب الرئيسي لتزايد هذه الظاهرة هو تصديق سفارات الكويت بالخارج على بعض الشهادات، على الرغم من أن الختم الموضح بالتصديق يشير الى عدم تحمل السفارة أي مسؤولية حول بيانات الوثيقة». وفي خضم هذه الحرب الشعواء تم خلط الأوراق وتعميم تهمة التزوير على جميع أعضاء هيئة التدريس بالكليات التطبيقية والجامعية، ما ألحق الضرر بالمكانة الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس كنخبة فكرية متميزة بالمجتمع! وتناسى المهاجمون وتجاهلوا أن حملة شهادات الدكتوراه من أعضاء هيئة التدريس ليسوا سواء، بل ينقسمون إلى فئات: فهناك فئة حصلت على بعثات دراسية من الأقسام العلمية بالكليات، وفي جامعات معتمدة، وكانت تتابع بدقة خلال فترة الدراسة من قبل القسم العلمي وإدارة البعثات والملحقية الثقافية بدولة الابتعاث، وهؤلاء هم الغالبية العظمى من أعضاء هيئة التدريس ومن المستحيل أن تكون شهاداتهم مزورة او «مضروبة»! وهناك فئة اجتهدت وحصلت على بعثة وهي في وظيفتها الحكومية ونالت شهادة الدكتوراه ولكن ليس بمتابعة مشددة كالمبعوث الاكاديمي ومن ثم التحقت بالعمل بالكليات، وهناك فئة ثالثة حصلت على الدكتوراه وهي على رأس عملها بالمؤسسات الحكومية من خلال الالتحاق بمقر الدراسة أيام الإجازة الأسبوعية والإجازات الرسمية من دون متابعة ولا اشراف من جهة العمل وبعضها من جامعات غير معتمدة! والفئة الرابعة، وهي القلة القليلة ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه من جامعات غير رسمية أو وهمية لا وجود لها إلا على شبكة المعلومات، وتم تعيينهم بالواسطة! ونحن لا نلوم مثل هؤلاء كيف تم تعيينهم كأعضاء هيئة تدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وفي الجامعة، إنما نلوم نواب الخدمات ونلوم لجان التعيينات في الاقسام العلمية وعمادة الكليات وفي الادارة، كيف لم يبذلوا جهدا في التأكد من بيانات هؤلاء المتقدمين للتعيين وكيفية قيامهم في الوقت ذاته بالتواجد في دوامهم الحكومي وإجراء البحث العلمي المتعلق برسالة الدكتوراه؟!
وصدق أبو العلاء المعري حين قال: «هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد»! 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك