عن البطل إحسان - يكتب زايد الزيد:

جاء الحكم القضائي الصادر قبل يومين بإدانة 15 مسؤولا بسجنهم عامين وعزلهم من مناصبهم في أهم قضية فساد عرفتها الكويت في السنوات الأخيرة وهي قضية طوارئ كهرباء 2007 وهي الصفقة التي كبّدت الدولة أكثر من 400 مليون دينار من خزينة المال العام، وبعد سنوات من تداول القضية لدى المحكمة صدر الحكم في البلاغ الذي قدمه كبير المدققين في ديوان المحاسبة البطل إحسان عبدالله إبراهيم.
والقليل يعرف ان البطل إحسان تمت محاربته بشتى السبل والوسائل، ورغم ذلك كله لم يثنه شيء عن أخذه زمام المبادرة في حماية المال العام في هذه القضية، فكان سلاحه الإيمان بالله تعالى ثم الواجب الوطني فقام بكشف الحقائق من دون النظر لأي مصلحة ذاتية إطلاقا، فالروح الوطنية العالية التي يتمتع بها إحسان وشعوره الكبير بالمسؤولية دفعاه ليشق طريقه نحو الحقيقة ونحو التصدي للفساد، حتى صدر الحكم القضائي بإدانة المتهمين بجريمة سكراب مولدات طوارئ كهرباء 2007 وهي مولدات تعود صناعة بعضها إلى عام 1974.
إن الكويت اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى لظهور الكثيرين من الأبطال كإحسان عبدالله للقيام بأدوارهم في التصدي لشتى الاعتداءات التي تقع يوميا على المال العام وذلك في خضم الكم الهائل من قضايا الفساد التي تعج بها الوزارات والجهات الحكومية في السنوات الأخيرة.
ولكن للأسف الشديد فاننا بتنا نشهد يوميا محاربة كل مواطن يكشف عن اي تجاوزات تطال المال العام وتنتهك حرمته كما حدث مع إحسان عبدالله حيث تم تجميده في العمل وحرم من الترقيات المستحقة، فبدلا من تكريم الشباب الذين تصدوا لقضايا الاعتداء على المال العام وترقيتهم في مناصبهم ومنهم البطل إحسان عبدالله، نجد ان العقاب ينتظرهم والتنكيل بهم أصبح عادة حكومية يمارسها كبار الفاسدين بالدولة بامتياز وحرفنة!
البطل احسان وبفضل شجاعته، والمحكمة بفضل عدالتها ونزاهتها أعطونا بصيص أمل بأن نرى قريبا بعضا من الفاسدين وراء قضبان السجن.
فتحية كبيرة للبطل احسان عبدالله وعسى الله أن يكثر من أمثاله في بلادي.