فيصل الزامل: أهل دبي يرثون لحالنا
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2007, 10:12 ص 560 مشاهدات 0
يحمل المبنى المقابل للخطوط الجوية الكويتية في مدينة الكويت، يافطة «مراقبة تأهيل
الدراسات الموسيقية»، وهو الذي تعرض لحادث حريق منذ اكثر من عام، ولاتزال آثار
الحريق «تزين» جدرانه بسواد جميل، يتصدر وسط العاصمة وعند ابرز تقاطعاتها التي
يجتازها زوار الكويت.
هذا المبنى يروي قصة حزينة، ففي الجهة المقابلة له يقع «مجمع المثنى» والمبنيان هما
لمدارس قديمة انتفت الحاجة لهما، وقد اتيحت للمبنى الذي كان يشغل موقع «المثنى»
فرصة استثماره من قبل بيت التمويل الكويتي، منذ ربع قرن، فكان اول مجمع تجاري مغلق،
يتيح للناس في اجوائنا الساخنة صيفا والباردة شتاء، التسوق بشكل مريح لجميع افراد
العائلة، بالاضافة الى 6 ابراج سكنية تتسع لـ 3000 ساكن، الامر الذي تحتاجه
العاصمة، شبه الخالية من السكان.
من الذي تضرر من اقامة مجمع المثنى؟! على العكس من ذلك، استفادت الدولة اقتصاديا،
في وجود منشأة كهذه، وماليا من ايجارات ربع قرن، تمت مضاعفتها بعد انتهاء العقد
اضعافا كثيرة، وكان الاولى غير ذلك، تقديرا للدور الذي حققه المجمع المذكور مقارنا
بمبنى «مراقبة تأهيل الدراسات الموسيقية».
هذا الكلام ينطبق على مشاريع عدة، مثل «القرية المائية» التي واجهت معارضة غير
مبررة، ولم تر النور الا بشق الانفس، وها هي تمثل رئة صيفية للعائلات، لماذا لا
نشجع هذه المشاريع؟!
في جميع الدول يفرحون باقامة المشاريع ويعتبرونها علامة ثقة بالاقتصاد المحلي، وفي
الكويت تكون جهود التطوير الحقيقي محل تشكيك، ما يجعل الميدان الوحيد للاستثمار هو
المضاربة، ورفع اسعار العقار والتكسب من خلال رفع اسعار المواد التموينية وهو طريق
مفتوح لا يجد المعارضة كالتي نجدها عندنا قد تفرغت لعرقلة البناة والعاملين بجد
واجتهاد!
الخلط بين «احب فلان، واكره فلان» وبين تلك المشاريع هو خلط قاتل للتنمية، نعم، يجب
ان تتم المناقشة المستفيضة والا تمرّر المشاريع في ظلمة الليل بغير منافسة، وشروط
معتدلة تختلف عما طرح اخيرا من النوع الذي يفرغ اي مشروع من جدواه الاقتصادية.
خذ مشروع محطة الصبية للصرف الصحي، الذي حول بقايا مياه الصرف الى الزراعة، وتزيين
الشوارع والميادين العامة باشجار وارفة، وهي كميات كان اكثرها يذهب الى البحر بغير
معالجة، هذا المشروع ايضا تعرض لمقاومة غير مبررة، والسبب معروف، كون احد
المتنافسين هو شركة محمد الخرافي واولاده، التي تفوز بمناقصات في مختلف انحاء
العالم بسبب كفاءتها، وربما كان تنفيذها لمبنى غرفة تجارة الكويت مثالا على ان
الكفاءة هي سبب الترسية، فقط لا غير.
لقد تكررت عبارة «ان الكويت قد توقفت عمرانيا لثلاثين سنة»، فهل الحل ان تتوقف
ثلاثين سنة اخرى؟! وان يكون المتوقف الاول بسبب كذا والثاني بسبب كذا،من المستفيد؟!
انقل اليكم هنا عبارات سمعتها من الاخوة في دبي قبل اسبوع فقط «والله ان اهلنا
دائما يقولون: الكويت هي اول من ساعدنا في كل شيء، واليوم احنا نتألم، لماذا تكون
الكويت الاخيرة في كل شيء، من المشاريع الى الرياضة؟! احنا نحب نشوف الكويت اللي
اهلنا كلمونا عنها».. انتهى.
الأنباء
تعليقات