محمد الشيباني يقترح توظيف العسكريين المتقاعدين في الوزارات
زاوية الكتابكتب سبتمبر 22, 2015, 12:52 ص 613 مشاهدات 0
القبس
حراس المباني يراقبون الامتحانات..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
أن تتعجب من عنوان المقالة، فهذا شأنك ـــ قارئي العزيز ـــ نعم، في الغرب، وتحديداً في فرنسا من يراقب امتحانات طلبة الجامعة دون الأساتذة هم غالباً من طبقة العمال من الذين شوّهت الحروب أجسادهم فاستخدمتهم الجامعة، لأنهم قاموا بواجبهم الوطني، دفاعاً عن شرف الوطن، وفي سبيله أُوذوا. وهؤلاء الحراس هم الذين يفتحون المدرج، وهم الذين يغلقونه. هذا ما ذكره د. سامي الدهان (وغيره) عندما كان يدرس في جامعة السوربون.
لا ضير لو فكرت حكومتنا -وهي واحدة من حكومات العالم، التي أحياناً لا تفكر- ولكن، لعل وعسى، أقترح عليها كما فعلت فرنسا، ومن قديم الزمان، توظيف العمال الفرنسيين الذين شاركوا في حروبها في الجامعات، وفي كل أركان الدولة أن تفكر حكومتنا بمثل تفكيرهم بأن توظف العسكريين المتقاعدين من الذين شاركوا في معارك الكويت في الداخل والخارج من الذين ما زال الشباب يدب في أجسادهم أن يوظفوا في وزارات الدولة، وذلك قليل في إكرامهم ورد الفضل لهم، بعد الله تعالى، فليس هناك أكرم من نفس الإنسان عليه، فقد بذلها هؤلاء في سبيل كرامة الوطن وعزته وشرفه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من بقي، ولكنه متقاعد لا حراك له بعد ذلك الحراك الكبير والجهد المتواصل، قد تصيبه الآفات والأمراض، لاسيما النفسية القاتلة، وذلك لفراغه الشديد فليس كل العسكريين تجاراً أو يملكون المال ووسائل الراحة والترفيه من مزرعة أو شاليه أو.. أو حتى يقطع ذلك المرض الذي حتما سيؤذيه في حياته الباقية، كما لمست بنفسي ذلك عند كثير من كبار السن أو دونهم حين يتقاعدون!
يا حكومة، «تكفين» اعملي شيئاً تجاه مواطنيك.. أكرميهم، عزيهم وارفعي من شأنهم واحفظي كرامتهم وشرفهم، بدل أن يتكففوا «زوير وعوير» من شركات وجمعيات تعاونية، التي تردهم ولا تقبل بهم، مع أنهم أأمن وأكرم وأكثر غيرة على حلال الآخرين، لأنهم ما زالت عزتهم وكرامتهم وسمعتهم بين جنبيهم، وهي الباقية لهم لا يبيعونها بسهولة أو يتاجرون بها بعد كل ذلك العطاء الوطني. والله المستعان.
• الأمين:
«اسأل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار».
تعليقات