نحن نحتاج 'لتصفية' النفوس قبل الإصلاح!.. بنظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 399 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الدكتور عبيد الوسمي.. 'خوفاً لا ترفاً'

د. تركي العازمي

 

الدكتور عبيد الوسمي «خبري فيه» منذ فترة طويلة بعد أن التقيت به خارج صالة الهيفي للأفراح وعلى أمل أن نلتقي... ولم نلتقِ حتى يخرج «السكون» من تفاعلي مع كثير مما ينشر!

في حوار أجرته «الراي» معه ونشر يوم الأحد 20 سبتمبر الجاري٬ سحبتني عبارتان من «عناوين» اللقاء.

الأولى في قوله «المواطن يشعر بعدم الأمان ولذلك تزداد استثمارات المواطنين خارج البلاد خوفا لا ترفا»!

والثانية تحديده لمسار الإصلاح عن طريق «الحوار الوطني» الذي يعتقد بأنه المدخل لوثيقة إصلاح سياسي شامل؟

الدكتور عبيد الوسمي وغيره يعلمون أن السواد الأعظم وضعه المالي طيب حتى الأسبوع الثالث من الشهر... وبعدها ينتظر «المعاش» بمعنى أن الاستثمار لا يقواه الكثير الكثير من أحبتنا.

نعم نحن لا نشعر بالأمان لأن احتياجاتنا الرئيسية ورضانا عن توفرها... لم يصل إلى مستوى أقل من المطلوب، فكيف يحق لنا التفكير بالاستثمار خارج البلاد ونحن «نبعزق» الفلوس على صفقات سلاح في وقت نواجه معه عجزا ماليا؟ّ!

أما جزئية «الحوار الوطني» فهو بحاجة أولا للمكاشفة وتقبل وجهة النظر الأخرى ،وفي اعتقادي أن الفرق المتصارعة لا تنظر إلى الحوار ولا تقبل به كمدخل وهي المشكلة التي نعاني منها.

الكويت... هي الكويت جغرافيا أما اجتماعيا فهي هائمة في بحر من الأحلام التي تحتضن خيال البسطاء ممن لا وطن لهم غير الكويت ويحلمون أن تتحول إلى واحة تفوح منها زهور الإبداع ومعاني اللحمة الطيبة الجميلة بعيدا عن المصالح الضيقة و«الحسد».

نحن نحتاج ميثاق شرف الدكتور عبيد الوسمي... وهذا هو مطلب الأغلبية من الجموع الطيبة.

أتفق مع ما جاء في الحوار... نحن لا نملك سوى توجيه النصيحة باعتدال ونخشى أن «نبوح» أكثر خوفا لا ترفا من أن تصيبنا سهام ضعاف النفوس الذين يفسرون بعض الأمور بطريقتهم، وللأسف فإن لهم الغلبة!

في بيتك... ديوانيتك... عملك... والملتقيات الاجتماعية تستطيع تحديد ما تريد لكن تحقيقه «صعب» والسبب يعود لأن «الحوار» كمنهج اقترحه الدكتور عبيد الوسمي غير مقبول لدى بعض الأطراف المؤثرة في المعادلة السياسية والاجتماعية على حد سواء.

تصور لهم أوجه الفساد الإداري... وتعرض الصحف نماذج عن الفساد... حتى في «النشاط الرياضي» لم نفلح!

نعم خوفا لا ترفا... فهذه علامات آخر الزمان «يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة» وهو ما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

مشكلتنا الرئيسية إننا بتنا نخاف من عرض مرئياتنا ليس «الخوف» الذي يعلمه الجميع إنما هو شعورنابع من رغبة ذاتية في النأي عن تأويل لمرضى النفوس وعددهم في ازدياد.

يذكر الدكتور عبيد الوسمي الحديث السريع وقد نقلته في مقال سابق... ومازال الشعور كما هو وإن تغير الوقت.

المراد... نحن نحتاج «لتصفية» النفوس فهي المدخل لقبول الحوار، وبالتالي نستطيع الإصلاح ومتى ما صلح الحال «نفسيا» يستطيع البسطاء توفير «شوية فلوس» يستثمرونها محليا وخارجيا... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك