معضلة الكويت في الأخلاق وضعف تطبيق القانون!.. بنظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 1871 مشاهدات 0


القبس

الشعب ياكل فلوس الحكومة

وليد عبدالله الغانم

 

أربعة أخبار مزرية في أسبوع واحد عن تطاول الناس على فلوس الحكومة، الخبر الأول أعلنته وزارة الإسكان عن كشف حالات تحايل بمئات الآلاف للحصول على بدل الإيجار لغير المستحقين، الثاني أعلنته البلدية عن تلاعب في إيصالات تحصيل المبالغ في بلدية حولي بمبالغ فاقت ملايين الدنانير، من دون تحديد على مدى أربع سنوات على الأقل، الثالث أعلنته الشؤون عن تجاوزات في الحصول على مساعدات الشؤون بلغت 8 ملايين دينار، بعضها تم صرفه لمتوفين؟ والرابع أعلنته الأوقاف عن التحقيق في صرف مكافآت لموظفين وهم خارج البلد!
هذه الأخبار في أسبوع واحد فقط، وهو ما تم كشفه لنا في وسائل الإعلام، ولكن السؤال المرعب الذي خبط دماغ كل مواطن ما الذي يجري إذن في وزارات الدولة كل هذه السنوات، وما الجرائم التي ارتكبها عامة الناس في حق المال العام إذا كان هذا ما تم كشفه في أسبوع واحد، وفي أربع وزارات فقط، وبشكل عشوائي؟
السؤال الثاني الأهم: أين جهات الرقابة والتفتيش «اللي تارسة الديرة»؟ أين إدارات الرقابة في هذه الوزارات؟ أين المحاسبون والمفتشون والمدققون ورؤساؤهم ومديروهم ووكلاؤهم «شنو شغلهم وشقاعدين يسوون»؟ أين جهاز الرقابة المالية وديوان المحاسبة ووزارة المالية ولجنة الحساب الختامي في مجلس الأمة؟
بعدين يا جماعة الخير، ما هذه المفاهيم الخبيثة التي تجعل الناس يتسابقون على سرقة فلوس الحكومة بكل طريقة؟ ليش الناس يستبيحون أموال الدولة بالباطل؟ هل يعقل أن يكون في الشعب من يقضي طول النهار يتباكى على كبار سراق المال العام، وفي الليل يخطط ليكون من صغار سراق المال العام.. من خدع الناس وسهّل لهم هذه الاختلاسات والألاعيب!
الأمور الحسنة في هذا الموضوع أن الجهات الحكومية اكتشفت هذه السرقات ولو متأخراً، وأن بعضها استطاعت استرداد نسبة كبيرة من هذه المبالغ، وهذا أمر طيب، كما أن الشفافية في الإعلان عن هذه الجرائم أمر محمود، ويبقى أمران لا بد منهما، الأول محاسبة المحتالين والمتخاذلين معهم من موظفي الحكومة، والأمر الآخر تصحيح الإجراءات وتصويبها لضمان عدم تكرار هذا الفعل القبيح.. كل الأمور تؤكد لنا أن معضلة الكويت في الأخلاق وضعف تطبيق القانون وتراخي المسؤولين عن القيام بواجباتهم وعدم محاسبة المتخاذلين، وهذا ما يجعل تلك الجرائم تتكرر ولا تتوقف، فمتى تحسمون أمركم؟ والله الموفق.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك