عن الأفكار السوداء التي تريد تقويض دولة الإسلام!.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2015, 12:33 ص 557 مشاهدات 0
القبس
قلناها ومازلنا.. فهل قالوها..؟
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
الحق هو الحق، والباطل هو الباطل، لا يتبدلان ولا يتداخلان ولا يمتزجان، فمنذ بداية الدولة الإسلامية (عهد نبينا) وبداية الخلافة الراشدة (أبو بكر وعمر وعثمان، وعلي) والأمة تحارب الطغيان الإرهابي، وقلب الحق ومزجه بالباطل، وبدايتها ظهور الخوارج في عهد نبينا، ثم حروب المرتدين، وقتل عمر، وظهور الخوارج على عثمان وعلي.. وهكذا إلى أيام هارون الرشيد ومقاتلته فتنة البرامكة.. شريط طويل من الأفكار السوداء التي تريد تقويض دولة الإسلام الحاكمة التي كان نفعها وخيرها وبركتها على غالبية الشعوب إلا من شواذ وبمؤامرات خارجية باطلة، تريد قطع هذا النفع والخير والبركة وبث الشرور والفتن وتمزيق الأمة الواحدة أو الوطن المتآلف المتحاب، المتجاوز نفعه للآخر من غير المسلمين.
كتبناها وقلناها، ومنذ أربعين سنة، والكل يعرف عنا وفي دروس ومحاضرات وخطب جمعة داخل الكويت وخارجها حتى يسّر الله تعالى لنا أن نقولها حتى في دول الغرب وأميركا وننافح بها عندما كنا نُدعى إلى هناك، وهي أن الفتن والأفكار وحملتها التي تريد تقويض المجتمعات المترابطة واحدة، لكنها تختلف بشخوصها وأماكنها، وفكرنا أو عقيدتنا التي ندين بها ونريد مقابلة ربنا بها، إن أكرمنا بذلك، هي هي لم تتبدل أو تتغير، بل ما علمناه لتلاميذنا وأحبابنا ومن زاملنا وأحب مجالسنا وسار معنا على دربنا، هي نفسها ما زال الجميع يذكرنا بها كلما التقينا أو جلسنا جلسات للمناصحة والتذكير والموعظة.
أما أفكار العصر الحديث الدامية التي عايشناها واستطعنا أن نحارب بعضها وفي عقر دارها بالحجة والبيان، مثل جماعة جهيمان وبيان عوارها في السابق، ومن سار على دربها اليوم مثل جماعة داعش، فما زلنا نحاربها ما استطعنا إلى ذلك من سبيل، ففكر الاثنتين واحد، وهو إقامة الخلافة الإسلامية العظمى بزعمهما وأفكارهما الخارجية، ومن يخالفهما يصبح كافراً مرتداً حلال الدم والمال والع.رض!
ثم جاءت جماعات كثيرة، ولكنها تختلف عنها بالفكرة والمذهب، فتلك تريد أن تقيم الخلافة، وهذه تريد أن تقيم كيانات في بلداننا لدول أخرى مثل خلية «العبدلي».
إذاً أساس الفكر واحد، وهو التغيير لمصلحة عقول لا ترى صلاح الكون واعتداله إلا من خلال مجتمعها، وهم جماعة الخلافة أو لمصلحة دول تؤجر هذه العقول نظير القربى لقضية دينية، ثم ما تلبث أن تستغني عنها وتضحي بها.
وأصحاب الفكرين أو العقيدتين لا عقل لهما، لأنه عقل جماعي مسير يوجهه بعيض في تلك الجماعات.
قلناها بالأمس وما زلنا نقولها، ولكن هل قالها من ينبذ فكر «خلية العبدلي» من دون غموض أو تردد، حتى تتضح لنا الصورة ونطمئن أن ليس الجميع على هذا الدرب أو التأييد؟! هذا ما نريد الجواب عنه قبل أن تتسع دائرة الاتهام للأبرياء. والله المستعان.
• المؤرخ
يرحم الله تعالى المؤرخ الكبير بدر خالد البدر، فقد قدَّم الكثير للكويت، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
تعليقات