عادل القناعي - يكتب - هنيئا لكم بإسرائيل

زاوية الكتاب

كتب 1073 مشاهدات 0

اسرائيل

للأسف هناك بعض من الساسة العرب الذين نراهم يتباهون ويتفاخرون بعلاقتهم مع الكيان الصهيوني ، وكأن إسرائيل هي الصديق الوفي والمخلص الذي يعتمد عليه ، وكأن إسرائيل لم تحتل وتغتصب دولة فلسطين وتلطخ وتدنس حرمة المسجد الأقصى الشريف ، وكأن إسرائيل لم تمارس الغطرسة الدموية والإجرامية التي فعلتها في حربها الأخيرة على أبرياء غزة ، وكأن إسرائيل لم تخطط بإقامة مخططها الخبيث ' أرض الميعاد ' أو الأرض الموعودة التي تمتد من الفرات إلى النيل ، وهو الحلم الذي تعتبره جزء لا يتجزأ من حدود ' إسرائيل الكبرى ' .
ألا يتحذر هؤلاء الساسة العرب من ' مكر وخبث ' قادة الكيان الصهيوني المجرمون الذين طمسوا التاريخ وشوهوا صورته بدءا من إحتلال الأراضي الفلسطينية وأجزاء من الأراضي السورية واللبنانية ، وقاموا على مر التاريخ بقتل وتعذيب وتهجير العرب والإعتداء على النساء والأطفال ، وها هي الآن تخطط وبقوة لإسترجاع بقايا حدودها كما يزعمون ' مدينة سيناء ' إلى أمبراطوريتها المزعومة بإسرائيل الكبرى .
ألا يرى هؤلاء العرب مدى حجم الجرائم الدموية والمجازر الوحشية التي يرتكبها مجرموا الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، ألا يرى هؤلاء العرب مكر وخبث الكيان الصهيوني وجرائمه المروعة وآخرها جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير ، وكذلك حرق الطفل الرضيع علي دوابشة وأمه وأبيه وأخيه ، فإلى متى يتخذون من هذا الكيان الصهيوني منبعا للأمان والإستقرار ، فكفاكم تلك الثقة العمياء التي قد تؤدي بكم الى السقوط في هاوية لا تعرفون الخروج منها ، وتعريض شعوبكم إلى الهلاك والدمار بسبب تحيزكم الكبير الى مجرمي الكيان الصهيوني ، فلماذا لا تفكرون بعقولكم وتتحدون على الرد على جرائم الكيان الصهيوني البشعة ، أم إن صراعكم على البقاء والحفاظ على عروشكم وتعذيب شعوبكم هو الشغل الشاغل لديكم من النظر والإلتفات إلى جرائم العدو الصهيوني .
وفي المقابل يجب أن لا نغفل عن خوف وخشية إسرائيل عن ما يحدث في عالمنا العربي من ثورات الربيع العربي ، والتي باتت تشكل خطرا على أهداف وخطط إستقرار الكيان الصهيوني ، فهي لم تتوقع حجم تلك الثورات وتوقيتها وإتساع رقعتها الجغرافية ، وكذلك الدول التي إندلعت فيها ، حيث لا زالت إلى وقتنا الحالي مندهشة ومصدومة من تلك البراكين المشتعلة التي أسقطت العديد من صناع القرار السياسي في مصر وتونس وليبيا واليمن .
فما آن الأوان للساسة العرب أن يتوحدوا ويتكاتفوا بيد واحدة لمواجهة هذا الخوف الإسرائيلي والقضاء عليه سياسيا وإقتصاديا ، أم إن الخوف سيطول ويلتف على دولنا العربية واحدة تلو الأخرى لنرى لا سمح الله قيام دولة ' إسرائيل الكبرى ' .

الآن - رأي: عادل القناعي

تعليقات

اكتب تعليقك