الحياة وسط الموت!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 562 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  أجراس الموت

صالح الشايجي

 

تحت ضغط الموت الهائل والمتوالي، وما يراكمه علينا من هموم وأحزان ثقال نعيش أيامنا، وفي كل يوم نحصي أعداد من رحلوا من دنيانا الى الموت.

ابتلينا بمن يهوّن الموت ويحترفون القتل من أجل القتل لا هدف ولا غاية سوى الموت والقتل، غبر عابئين بأن هذا القتل الذي يحملون منجله ويدورون به بين الناس، قد يلتف على رقابهم ويكونون ضحاياه.

أرواحهم رخيصة عندهم ومن يرخص بروحه لن يغلي أرواح الآخرين!

وخارج دائرة الموت هذه التي يحوم حولها وداخلها أولئك القتلة المجانين، تأتينا أخبار الموت من حيث لا نحتسب، ففي الجمعة قبل الماضية، فجعنا بخبر استشهاد عشرات العسكريين من إخوتنا الإماراتيين والبحرينيين، وهو خبر بحجم الفاجعة الكبرى وأكبر، وأمر في نفوسنا من العلقم.

بيوت توشحت بالحزن وتوغلت فيها الأحزان، وقلوب تفطرت كمدا ولوعة.

وفي الجمعة الأخيرة أبى الموت إلا أن يحضر بثقله من جديد ويدق أجراسه في قلوبنا لا في أسماعنا، فتكون ساحته هذه المرة الحرم المكي الشريف ليحصد أرواح عباد متطهرين طائفين ساعين، حين سقطت عليهم رافعة ثقيلة فقتلت ما يزيد على المائة وألقت في المستشفيات ما يزيد على المائتين.

ما أصعب أن يعيش الإنسان حياته وسط الموت وأهواله ومآسيه التي يخلفها على الناس والكوارث التي يتسبب بها.

يتنقل الموت من بلد الى بلد ومن عاصمة الى عاصمة يرفع بيارقه السوداء على بيوتها وفي نفوس أهلها.

ونحن لا حول لنا ولا قوة Vوليس لنا من حيلة لوقف زحفه ومنع انتشاره وحفظ أرواح الناس.

إنه اليأس ولا شيء غير اليأس.

حتى أقلامنا تكاد تجف، فالحدث أجل من أن تحمله أقلامنا بعدما ضاقت بحمله قلوبنا.

رحم الله أمواتنا وشهداءنا، ورحمنا أحياء.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك