الأمن .. لا رقيب ولا حسيب!

زاوية الكتاب

زايد الزيد يقارن ما بين تناسي خطر الإرهاب والمتفجرات والأسلحة مع ملاحقة أصحاب الرأي واعتقالهم وحبس حريتهم

كتب 3144 مشاهدات 0

منافذ البلاد.. إلى أين ؟

الأمن .. لا رقيب ولا حسيب
زايد الزيد 
 
مجددا، ومع توالي الحوادث الأمنية الخطيرة في البلاد وصلت القناعة لدى المواطنين والمقيمين إلى أن 'الشق عود' وجسيم فيما يتعلق بأمن البلاد ، آخر تلك الحوادث ضبط شبكة خماسية تخصصت بتسهيل مغادرة مواطنين ممنوعين من السفر إلى الخارج وهم على ذمة قضايا مالية وجنائية نظير رشاوى تصل إلى آلاف الدنانير ، حتى أن أحد الموظفين المتهمين - وفقا لما نشرته إحدى الصحف - وصلت المبالغ التي يتحصل عليها شهريا إلى عشرة ألاف دينار، لذلك فالأمر يحتاج حقا إلى  ' نفضة أمنية ' تطال القيادات الأمنية الكبيرة قبل الصغيرة ، وما دون ذلك فالأمر سيتطور والخلل الأمني ستزداد رقعته . 
 
وفي الشهور الأخيرة، وتحديدا منذ أحداث تفجير مسجد الإمام الصادق عبر تنظيم داعش ومن ثم ضبط خلية إرهابية تتبع حزب الله وإيران ، وما تضمنته اتهامات النيابة العامة بكلتا القضيتين من كشف خطير لوجود ثغرات أمنية تشكل عاملا مشتركا كان بالقضية الأولى يتعلق بادخال حزام ناسف يتضمن متفجرات من بوابة منفذ السالمي ، وصولا إلى اكتشاف ترسانة الأسلحة والمتفجرات بالقضية الثانية ، ومع وجود أشخاص غادروا البلاد بجوازات كويتية بشكل متكرر حتى الكشف عن ضبط الشبكة المتورطة بالسماح بمغادرة ممنوعين من السفر . تلك القضايا الخطيرة مجتمعة وراءها إما إهمال وتقصير من جانب افراد الأجهزة الأمنية وهذه مصيبة ، أو وراءها ' تعمد ' فالمصيبة أعظم ، والكارثة أيضا بغياب عنصر التحقيق والمحاسبة وترك الحبل على الغارب والتعامل مع الأمر بالطريقة الكويتية على ' البركة ' . 
 
إن الأوضاع الملتبهة إقليميا - والكويت ليست بمنأى عنها - تستدعي اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في ظل حوادث الخلل الأمني المتكررة ، مايستدعي وقفة جادة على مستوى عال ، فاتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة والمكثفة عبر كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية هو الاجراء المطلوب التركيز عليه بالتوازي مع جهود تفكيك خلايا الارهاب ، وهو الأهم في ظل الأحداث الراهنة بدلا من توالي قضايا تطال أصحاب الآراء من شباب الحراك السياسي في مواقع التواصل الإجتماعي ، فضرر الإرهاب والمتفجرات والأسلحة قاتل ومميت ولايقارن بتاتا بضرر الكلمة المعارضة ( ان كان فيها ثمة خطر ) والتي يمكن احتواءها بالحوار المباشر وليس باعتقال أصحابها وحبس حرياتهم. 
كتب: زايد الزيد

تعليقات

اكتب تعليقك