هذا هو ما يريده الشارع الكويتي الآن؟!.. يكتب سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1009 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  'أم ناصر' والسياسة

سامي الخرافي

 

لأول مرة في حياتها والدتي «أم ناصر» أطال الله في عمرها وسائر أمهات المسلمين تتحدث بالسياسة! قالت: شتبي إيران من الكويت؟ شصاير في الدنيا كله هواش وقتل.. «اللهم يا كافي»؟

تتحدث بأسلوب عفوي من خوفها على أولادها وأحفادها لا قدر الله لو حصل ما لم يكن في الحسبان.

تلك المخاوف والهواجس إن لم أكن مبالغا فيها فإنها هواجس المجتمع الكويتي بأسره، أينما تذهب فإن الموضوع الرئيسي هو «إيران» وأطماعها بدول الخليج العربية وآخرها المسمى الجديد للكويت هو «جنوب عبادان» تماما كما حصل قبل الغزو العراقي للكويت سنة 1990، إن التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف مسميات الدول.. إننا لا نرى ولا نسمع أي تفاعل حكومي أو نيابي مع ما يحصل من الاستفزازات الإيرانية للكويت.

في حقيقة الأمر ونقولها وبكل حسرة إن الخطر «قادم» إن لم يتم تدارك الأمور بسرعة، لقد أصبح الشعب الكويتي يتساءل: أيعقل بأنه لا يوجد مسؤول كبير في الدولة يشرح ما الذي يجري؟ أيعقل أنه لا يوجد أي تصريح يطمئن الشعب الكويتي؟ فهناك تساؤلات وآهات كثيرة يريد الشعب الكويتي أن يعرفها لأن الشائعات التي تأتي من هنا وهناك كثرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، لدرجة أن هناك من يفكر بتصفية أملاكه ويهاجر من الكويت تحسبا لأي طارئ قد يحدث لا سمح الله.

الناظر للأمور السياسية يستطيع أن يعرف أن هناك تقاربا كبيرا بين إيران والدول الأوروبية والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، تقاربا سياسيا واقتصاديا، فعدو الأمس صديق اليوم والعكس صحيح، هذا التقارب السريع يجعلنا نعمل على سرعة التحرك كدول خليجية لمواجهة الخطر «الإيراني» فما سيحصل للكويت لا سمح الله سينال باقي الدول الخليجية، فالقادم خطير وسيكون ضرره على الجميع لا محالة.

ما يريده الشارع الكويتي الآن وليس غدا هو إصلاح البيت الكويتي من الألف إلى الياء فتقوية الجبهة الداخلية مطلب أساسي يبدأ من توقيع الاتفاقية الأمنية الآن مع المملكة العربية السعودية لتعزيز الناحية الدفاعية فالمصير واحد، مرورا بعزل أي قيادي متخاذل، ولاؤه فقط لفلان أو لقبيلة أو لمذهب أو لدولة إلخ، فالولاء يجب أن يكون للكويت، ويريد أيضا تعزيز مبدأ الشفافية، وخلق قنوات حوارية مع المعارضة وتنقية الأجواء، تقديم الكفاءات المخلصة لتولي المناصب الحيوية، «ما يحك ظهيرك إلا ظفيرك»، كما نحتاج إلى الإسراع في إنجاز المشاريع البطيئة ليشعر المواطن بأن عجلة التنمية قائمة والحكومة جادة لتحقيق طموحات المواطن، وغرس المواطنة الحقيقية في نفوس أبنائنا بشكل فعلي وليست شعارات، الخ.

يكفينا مجاملات على حساب الوطن، نريد بناء وطن جديد وكما يقال: أن تأتي متأخرة خير من ألا تأتي أبدا، تلك المخاوف والتساؤلات التي صرحت بها «والدتي أم ناصر» والتي شعرت بالخطر رغم عدم حنكتها بالأمور السياسية، فما بالك بالمثقفين الذين ينتظرون الإجابة عن تساؤلاتهم التي لم تجد أي إجابة من قبل الحكومة أو مجلس الأمة!

وأخيرا: قالوا «ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسعة للخونة، وواحدة للعدو، فلولا خونة الداخل، ما تجرأ عليك عدو الخارج».

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك