'المقبرية' أجمل مدن الكويت!.. بقلم حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 1273 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  أحسن شوارعنا اللي في المقبرة!

د. حمود الحطاب

 

تعلمت منذ صغري زيارة المقبرة, علمني والدي بو حمود, ذلك, جزاه الله عني خيرا, وكنت أزور معه مقبرة الصالحية التي يطل عليها مبنى الإذاعة والتلفزيون وأيضا وزارة الإعلام لأن لنا فيها أمواتا رحمهم الله, واستمريت مع الإخوة المتدينين ومنذ سبعينات القرن الماضي نزور المقابر بين فترة وأخرى تطبيقا للسنة النبوية وبهدف ترقيق قلوبنا التي تقسيها الحياة, وكنا نزورها فجرا وقبل شروق الشمس في جو روحاني لا مثيل له, فإذا رأينا القبور وأعدادها الهائلة وما مضى عليه منهم عشرات السنوات وقد تهدم الرمل وتناثر من على المزيد من القبور الدارسة أعني المهترئة البالية, ورأينا قبور الأطفال وقبور كبار الشخصيات وقد تساوى في الثرى راحل غداً وماض من ألوف السنين, إذا رأينا كل ذلك انتعشت نفوسنا بنعم الله علينا, فنحن ما زلنا أحياء نرزق, ولدينا أمل كبير في سعة مغفرة الله وعفوه, ولدينا أمل كبير في العمل الصالح والتقرب إلى الله, ولدينا أمل كبير في مغفرة ربنا وفي العمل للحياة بجد وإخلاص وعزيمة, ما يجعلنا بعد زيارة القبور الشرعية وكأننا قد ولدنا من جديد.
وزيارة القبور والشي بالشي يذكر هي ببساطة السلام على الأموات بالقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين,أنتم من السابقين ونحن من اللاحقين,يغفر الله لنا ولكم وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
أما الزيارات البدعية والشركية فقد لعب في كثرتها وتنوعها الشياطين الإنسية والجنية ولا مجال الآن لذكر شركيات زيارات القبور والخرافات التي تمارس عندها.
وفي زياراتي للمقبرة يلفت نظري أشياء كثيرة منها نباتات المقبرة الطبيعية وقد صورتها كلها ذات مرة لمجرد الرغبة في نشرها بين الأصدقاء لتعريفهم بها, ويلفت نظري وبشكل يثير غيرتي سعة شوارع المقبرة وتقاطعات شوارعها ومن غير إشارات مرور وكل شي يمر بسلام, فالناس هناك-كما كنا أيام الإحتلال- ينظمون أنفسهم في السير ولم نسمع عن حادثة سير واحدة وقعت في المقبرة كفانا الله وإياكم شر الحوادث.
شوارع المقبرة واسعة وحولها غابات من الزراعة والتشجير, أما الإسفلت فيها فحديث ومتساوِ ومن غير مطبات البواليع وخصوصا تلك البواليع التي في نصف الشوارع,مثل تلك التي في الدائري الرابع باتجاه الجهراء مقابل معارض السيارات وقريبة من سوق تجاري مركزي معروف .
يا إلهي ماهذه الهندسة الإنشائية او المعمارية نسيت تصنيفها. قلت إن المقبرة في شوارعها الحديثة خالية من الحفر والمطبات تماما, ووالله لو رأيتم المطبات والحفر في مناطقنا السكنية لاستغربتم الاهتمام بشوارع المقبرة وعدم الاهتمام بمناطق الأحياء الذين هم دائما في التقييم أولى من الأموات… وتذكرت قول الشاعر ونحن نغبط الأموات على جمال مدينتهم المقبرية وهي من أجمل مدن الكويت حقاً ; تذكرت الشاعر ومن يغني تلك الأغنية وهو يقول لي: هم يحسدوني على موتي فوا أسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
إلى اللقاء.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك