المواطنة الكويتية الحقة!.. بقلم خالد الجنفاوي

السياسة حوارات / الوطني يكرس وحدة وطنه د. خالد عايد الجنفاوي “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2). أُدرك جيداً, كما يُدرك كثير من حكمائنا وأهل الرأي السديد في مجتمعنا الكويتي, أن مقياس وطنية الإنسان يرتكز على مقدار سعيه في الحفاظ على وحدتنا الوطنية الكويتية. في عالم تتجاذبه الأهواء والمصالح الدولية المتغيرة ما سيبقى على الأرض وما سيثبت آخر الأمر هو إخلاص الفرد لمجتمعه ولوطنه عبر تكريسه لقيم التعاضد والألفة بين مواطنيه, بل وفق رأيي الشخصي: “الإنسان الوطني” حقاً هو من لا يخوض مع الخائضين, ولا يرهن طوعاً آراءه الشخصية بأيديهم, بل ان الإنسان الوطني هو من يربط دائماً جوهر مواطنته الكويتية مع ممارسته لمواطنة حقة. وهذه الأخيرة-المواطنة الكويتية الحقة- تمثلت عبر تاريخنا الكويتي الطويل في سعي عضو المجتمع إلى تقوية اللحمة الوطنية وتقريب قلوب المواطنين وتذكيرهم دائماً بما نتميز به نحن أهل الكويت. رغم مهاترات وتفاهات البعض القليل ورغم قلة تسامح البعض الآخر بل ورغم بعض المحاولات اليائسة لبعض الحاسدين زرع الشقاق والصراعات المفبركة فيما بيننا, نبقى نحن الكويتيين متماسكين ومتحابين ومتآلفين ننتمي لأسرة كويتية ووطنية متوحدة. الإنسان الوطني هو من يسعى الى ان يترك خلفه إرثاً وطنياً نبيلاً, ومن سيستمر هو نفسه كفرد وكمواطن كويتي مثالاً أخلاقياً متميزاً لكل من يسعى إلى التعرف على ما يجمعنا ككويتيين. فبالإضافة إلى تشاركنا كأفراد بمسؤوليات وواجبات وطنيه تجاه وطننا الكويت نتمسك جميعنا بقيم وبثوابت كويتية راسخة لا تغيرها الظروف ولا الأهواء المتقلبة. الكويت لا تفرق بين أبنائها وتفاضلهم فيما بينهم يستند دائماً الى مقدار مساهماتهم في خدمة وطنهم, وفي خضم بعض مماحكات شخصانية جارفة بلغت الزبى وتجاوزت حدود ما هو متعارف عليه وما هو مقبول في بيئتنا المحلية الكويتية تبقى وحدتنا الوطنية هي الصرح الشامخ الذي يجب أن نسعى جميعنا إلى الحفاظ عليه. فيا سعادة و يا هناء ذلك المواطن الكويتي النبيل الذي يترفع ويتغاضى عن ضيق أفق البعض ومن يبذل الجهود المخلصة لتقوية وحدتنا الوطنية. فمن يدرك طبيعة ما يحدث حالياً في عالم اليوم, سيكتشف أن ما يكرس الوحدة الوطنية ويحمي المجتمعات الإنسانية من شرور الفتن والقلاقل هو توحد المواطنين المخلصين مع قيادتهم الحكيمة والتفافهم حول وطنهم. اللهم احفظ الكويت وقيادتها الحكيمة وأهلها الطيبين.