محمد العبدالله : العزف خارج الجوقة!! يكتب حسن علي كرم

زاوية الكتاب

كتب 684 مشاهدات 0


 بعد إنتهائي من قراءة التصريحات الصحفية الأخيرة لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح و التي أدلى بها على هامش إفتتاح مؤتمر ما سمي '' قرار ( 2015 ) نحو مستقبل أفضل ' توقفت ملياً أزاء تصريحات الوزير الشاب و التي وجدتها تصريحات تدلى لأول مرة من وزير يحمل صفتين ، صفة عضو في الحكومة متضامن مع سياساتها و الصفة الأهم عضو في الاسرة الحاكمة و من ذرية مبارك بل حفيد مبارك المباشر، و الصفتان تحملانه ألا يغرد خارج السرب أو يعزف خارج الجوقة ، فالوزير الشاب وجدناه يدلي بتصريحات 'راديكالية' داعياً ألى ثورة أدارية و تقديم الكفاءات على الخاملين ، مبدياً إعجابه بحملة مقاطعة الأسماك إحتجاجاً على أرتفاع الأسعار بأعتبار الشعب مصدر السلطات ، هذه اللغة الجديدة أو لنقل النفس الجديد من وزير سيادي في الحكومة لا ريب لم يأتِ من فراغ أو بنت لحظته و أنما له دلالته السياسية التي لا يمكن عزلها عن جملة الأوضاع السياسية و الأدارية و المالية التي تتمخضها البلاد في الظرف الراهن ، و هي أوضاع تفرض على الدولة إعادة النظر بمجمل السياسات و المخططات التي حُملت على ركام الماضي و التي لا تناسب و المستجدات الراهنة سياسياً و ماليا ً و أدارياً ، وفي ظل مجتمع شبابي ينتابه القلق على المستقبل و يرى تخلف بلاده فيما يرى قفزات نهضوية و تنموية عارمة لبلدان أمكاناتها تاريخياً أقل من أمكانات الكويت من حيث العنصر البشري و المالي ، و يرى تربع عصابة حمادة و تؤتو الحديدية ، هذا الى جانب الفاشلين و الكسالى و الخاملين على مقابع الدولة فيما تُحَارب الكفاءات الوطنية المخلصة و المتفانية و تتقلص فرصها و أدوارها ...!!
فأنْ يفجر محمد العبدالله بارودة تصريحات في هذا التوقيت و هو قائم في منصبه كوزير في حكومة جابر المبارك لا ريب قد حملته مسؤولية أخلاقية و وطنية قبل أن تحمله المسؤولية السياسية ، فالادارة الحكومية و السياسة الحكومية لا نقول كما قال الوزير الشاب تحتاج ألى ثورة و أنما تحتاج ألى نسف و بناء سياسة أدارية جديدة تواكب أحداثياتها باحداثيات النظم الإدارية في العالم المتطور، أن المعضلة لا تكمن بتخلف الادارة و أنما بتبلد العقلية الإدارية المهيمنة عليها ، لذا سأتفق مع الوزير بل لعلي أذهب أبعد من أرائه لأدعو ألى قيام حكومة جديدة بقيادة جديدة و ببشت جديد و تدشين سياسة أدارية و مالية جديدتين ، المشكلة يا عزيزي لا تكمن بأرتفاع أسعار الأسماك و حسب التي تقلص أنتاجها في المياه الكويتية جراء تآكل حدودنا المائية ، أنما هناك أسباب غير مرئيّة قد لا يلمسها المواطن العادي من وراء أرتفاع أسعار السمك ، هذا مثل من عشرات الأمثلة التي يعانيها المواطن الذي عنيته ب'مصدر السلطات ' هناك مثلاً مافيا أحتكار الاراضي و مافيا احتكار العقارات التي أفضت ألى الارتفاع الجنوني لأسعار الأراضي و العقارات و أرتفاع أسعار مواد البناء ما أدى ألى غلق الأبواب أمام الشباب لكي يتملك منزلاً يأويه هو و أسرته بدلاً من الأنتظار نصف عمره على بيتٍ حكومي و بدلا من ان يغرق في ديون و ارتهان للبنوك التي تتضخم أرباحها على دماء المقترضين ، هناك حرب من بعض المتسلطين في الدوائر الحكومية على أي مشروع إنتاجي أو صناعي كويتي و هناك تضييق و معوقات ما أنزل الله بها من سلطان على أي مشروع صناعي جديد و هناك و هناك ...الخ ، هذا غيض من فيض يا عزيزي يا أبا عبدالله عن معاناة الشباب و معاناة المواطن و معاناة الوطن و هذا ما يستوجب أولاْ الأعتراف بفشل سياسة حكومتك التي أنت أحد وزرائها السياديين و فشل النظم الإدارية التي ما زالت باقيةً على طمام المرحوم ثانياً ...!!!
لا يفيد العزف خارج الجوقة أو داخلها أذا لا يحرك العقول البليدة..!!

حسن علي كرم

الآن - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك