في رثاء فلاح الحجرف!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 977 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الله يرحم.. والدنا فلاح الحجرف!

د. تركي العازمي

 

لله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

بهذه العبارات نعزي أنفسنا وذوي ومحبي العم فلاح مبارك الحجرف الذي عرف عنه التدين والكرم والفزعة وطيب المعدن وحبه لفعل الخير.

هو في مقام والدي رحمة الله عليه.. أحرص على السلام عليه وعلى أبنائه الكرام في كل مناسبة وهي عادة تجاوزت عقدين من الزمان، وإن شاء الله لن تنقطع وندعو المولى عز شأنه أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته.

لن أتحدث عن عطائه الاجتماعي ولا صفاته منذ أن كان عضواً في مجلس الأمة إلى أن تغمده الله بواسع رحمته٬ لكن سأقتصر الحديث على جانب واحد وهو الإنساني فقط.

في المقبرة٬ وبعد الدعاء للمرحوم بالثبات والمغفرة بعد انتهاء الدفن٬ لمحت عبدالله بن فلاح واقفاً بالقرب مني... فتوجهت إليه للسلام عليه ولم أتمالك نفسي وتركت المكان.

عبدالله بن فلاح كان يحظى بمكانة خاصة لدي ووالدي أطال الله بعمره وبمكانة خاصة لدى المرحوم ولهذه المحبة قصة يعلمها أبناء المرحوم حفظهم الله ورعاهم.

دوره الإنساني إنه يشعرك بأصالة معدن الكويتي.. في أوائل العقد الماضي كان يحدثنا عن كل ما هو جميل وتجد العبرة من حديثه.

كان لا يرد إنساناً صاحب حاجة.. وعندما تجلس معه وتنصت له وهو يتحدث معك تشعر بعفوية الحديث وثقل المعاني.. كنز من المعلومات يملكه رحمة الله عليه، وما لمسته منه أبلغ بكثير مما أستطيع أنا العبد لله أن أسطره في مقال.

كثيرة هي المواقف والأحاديث الطيبة لكن لأنه نموذج إنساني فريد من نوعه٬ نود لو تكرم أحبتنا المسؤولين من عرض سيرته ومواقفه في كل الميادين ليستفيد منها جيل اليوم.. شياب الغد.

العمر يمضي على عجالة.. أصبحنا الآن في الخمسين والذاكرة «خذ وخل» بس الشاهد منها والبارز في هذا الحدث كتبته بعد أن غادرت المقبرة مباشرة كي لا أنسى ما شعرت به وأنا أقف خلف قبر المرحوم فلاح مبارك الحجرف.

أذكر أنني مع كل زيارة للمرحوم.. كان والدي يسألني عن مبارك بن فلاح وعبدالله بن فلاح... حفظهما الله وإخوانهم من كل سوء وأن يكتب لنا ولجميع القراء حسن الخاتمة.

لهذا السبب هو في مقام والدي وهو مقال أكتبه أشبه بالرثاء.. لا تكلف فيه وما أسعدني ولله الحمد إنه توفي ولسانه عالق بذكر الله والصلاة، وهي علامة نتمنى أن يدرك أهميتها الجميع فنحن ماضون على هذا الدرب ومصيرنا حفرة صغيرة ولا يبقى سوى العمل الصالح. مما تقدم٬ ندعو المولى عز شأنه أن يغفر للمرحوم وجميع أموات المسلمين وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك