'مثمرة'.. وليد الغانم مشيداً بحملة مقاطعة أسواق الأسماك

القبس

مقاطعة سوق السمك.. 'اصملوا' يا شعب

وليد عبدالله الغانم

 

«خلوها تخيس».. شعار حملة شعبية مباغتة وناجحة جداً انطلقت يوم السبت 2015/8/22 لمقاطعة الشراء من اسواق السمك بعد ان بلغت اسعار الاسماك في الكويت حداً خيالياً لا يمكن تصديقه في بلد بحري من الطراز الاول، عاش اهله قروناً من الزمن على صيد الاسماك ويطل على افضل بقعة بحرية لحياة الاسماك بنعمة الجون الخلاب الذي وهبه الله سبحانه لنا ليستغل البعض غياب وزارة التجارة عن دورها وفقدان وجود حماية حقيقية للمستهلك في الكويت، وليضارب صيادو السمك والمافيا الآسيوية باسعار الاسماك ليصبح كيلو السمك اعلى من سعر كيلو الذهب وقريباً سيتعدى سعر برميل النفط..!!
السبت هو اليوم الاول للمقاطعة وكانت فعالة جداً وناجحة وبدايتها مشجعة للغاية وهبطت الاسعار منتصف النهار اكثر من %35، ولكن لنعلم ان العبرة ليست في اليوم الاول للمقاطعة بل في الاستمرار والصمود عليها حتى تعود الاسعار الى مستوياتها الطبيعية.
مقاطعتنا اليوم مثمرة باذن الله وبداية مفرحة لارتفاع الوعي الشعبي بقوة قرار الناس اذا اتحدوا لمصالحهم العامة، وبالطبع هذه المقاطعة سيحاربها تجار اللحم والبيض والعصائر ومواد التنظيف والمطاعم والاسواق الشعبية والملابس وبضائع التجزئة والسيارات، وكل من يغالي ويزايد باسعار بضاعته بالجشع والمبالغة الفاحشة.
المضحك في الموضوع انه بعد انتشار بوادر النجاح في ساعات النهار الاولى للمقاطعة تسابق بعض نواب المجلس للركوب على ظهر الشعب وتسلق نجاح العمل الاجتماعي، فاطلقوا تصريحاتهم الهوائية ضد وزارة التجارة وكأنهم لم يعلموا من قبل بغلاء الاسعار وارتفاع المصاريف على الاسر الكويتية وبدأ انهيار الطبقة الوسطى والتفاوت الرهيب في الرواتب وفحش الايجارات في البلد، فيا جماعة الخير احذروا من الذين يمثلون عليكم ويخدعونكم بحلاوة الكلام وهم عن الافعال الجدية عاجزون.
مقاطعة سوق السمك بداية أهلية موفقة تحتاج الى رعاية وثبات وتوجيه صحيح وتعاون من كل فئات الشعب والمقيمين ايضاً حتى تقوم الجهات المسؤولة بدورها لحماية المواطن والمقيم على هذه الارض الطيبة.. ايها الناس «اصملوا» على مقاطعتكم.. بارك الله فيكم والله الموفق.
***
إضاءة تاريخية: سنة 1913تم افتتاح أول مستوصف في الكويت من قبل الاهالي وأشرفت عليه الجمعية الخيرية العربية التي كان يرأسها المحسن فرحان الخالد رحمه الله.