القيادة هي العمل الأصعب لا الأسهل!.. هكذا يعتقد صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 468 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  رأس القاضي

صالح الشايجي

 

القيادة هي العمل الأصعب، لا الأسهل.

ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين ومع بداية انسحاب الدول المستعمرة من الدول العربية التي كانت تستعمرها وإعلان استقلال تلك الدول، وتسلم أبنائها مقاليد القيادة والحكم في بلدانهم المستقلة، بدأ الانهيار في تلك الدول بخروجها عن الخط السليم والطريق القويم.

كان مفهوم القيادة كعمل سهل هو الذي سبب الخراب والدمار والانهيار لتلك الدول، وتسربت منها الى بقية الدول العربية بحكم التأثر والتأثير الثقافي، أو بحكم انضمام الدول العربية لمنظومة واحدة وهي الجامعة العربية.

لقد قامت تلك الدول المتحررة من الاستعمار و«الطغيان والتبعية والذل» كما كان يروج إعلام تلك المرحلة على هدم كل ما هو قائم وإطفاء كل ما هو مشع وتخريب كل ما هو عامر، والتخلص بالسجن أو القتل أو النفي من كل رموز المرحلة السابقة ومن كل ذوي الخبرة والحكمة والمعرفة في قيادة البلدان وشؤون الحكم، وإحلال الجهال والبسطاء وعديمي الخبرة محلهم وتسليمهم قيادة بلدانهم.

ولو أردنا تقريب الصورة فإننا نتصورها كطائرة تحلق في الفضاء، ليأتي فجأة من يعزل الطيار ويقصيه عن موقع القيادة ليقوم هو بقيادة الطائرة رغم أنها المرة الأولى التي يركب فيها طائرة، لا يعرف كيف يتصرف كراكب، ومع هذا الجهل يعطي نفسه حق قيادة الطائرة، وعلينا أن نتصور ما الذي يمكن حدوثه.

حدث هذا في مصر عام 1952 وفي العراق 1958 وتبعتهما ليبيا، أما سورية والسودان والجزائر فحدث ولا حرج، مع استثناء تونس.

كانت الطبقات الحاكمة في تلك البلدان وبالذات في مصر والعراق، من أعلى المستويات في فنون القيادة السياسية وعلومها، ولكن القيادات الانقلابية تخلصت منهم بأبشع الأساليب وعرضتهم للإهانات، من خلال محاكمات هزلية، حذاء أصغر متهم فيها، أعز من رأس القاضي وأكرم.

ولا أريد الدخول بالتفاصيل، ولكن علينا بالنتائج التي لا تسر تلك البلدان ولا أهلها ولا أصدقاءها ولا حتى أعداءها.

إن المشكلة تكمن في رسوخ هذه الثقافة المولدة وأعني بها سهولة القيادة في الذهنية العربية، وصارت هي المثل والقدوة، وصار رموزها هم الحكام المثاليين والوطنيين والبناة والأحرار والقوميين، ومن يخرج عن جادتهم خائن وعميل ورخو.

صارت الغوغائية هي التي تسود وهي التي تحكم وتتحكم، وصار الخروج عليها وصمة عار تلاحق صاحبها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك