سامي المنيس السياسي القريب من نبض الشارع!.. تكتب فوزية أبل
زاوية الكتابكتب أغسطس 24, 2015, 1:35 ص 449 مشاهدات 0
القبس
سامي المنيس.. الرمز الوطني الذي نفتقده
فوزية أبل
تعجز الكلمات عن التعبير عما يخالج ذهننا في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل النائب والسياسي البارز المرحوم سامي المنيس، ان أفكاره وطروحاته ومساهماته في الدفاع عن القيم الوطنية الأصيلة حاضرة معنا كلما حدّقنا في ما يحيط بالديرة الغالية وبالمحيط العربي، من قضايا ومشاكل ليست بعيدة عما كان يتوقعه الفقيد الكبير. والمخاطر التي تهدد المنطقة تجعلنا نستعيد تلك المصداقية، التي تميز بها كفاح المنيس من أجل عدم الوقوع في المهالك.
عرفت المرحوم من خلال أسرة تحرير الطليعة، ومن ثم نائبا لمدير التحرير.. ومعايشتي السياسية والانتخابية.. فقد كان دائم الحضور في مكتبه في الجريدة، حتى عندما كان نائبا في مجلس الأمة.
في الحقيقة، كلما مر عام آخر على غياب سامي الرمز والأصالة، وصلنا إلى ذكرى غيابه عن هذه الدنيا الفانية، أجلس بيني وبين نفسي وأفكر في ما يمكن قوله بالمناسبة. وفي كل عام نتحاور مع مدير التحرير (الطليعة) الزميل علي العوضي، ولسان حالنا يقول: ماذا سنكتب؟ ماذا سنقول؟ ما الذي سنصارح به القارئ الكريم، الذي كان يتابع كتابات الفقيد ومواقفه وطروحاته واقتراحاته؟
السنوات تمر وكأنها لحظات من عمر الزمن، والعزيز بوأحمد لا يفارق ذهننا لا في يوم ذكراه، ولا في باقي أيام السنة. قد لا يتفق البعض مع جوانب من مواقفه ومن خطه السياسي، غير أن هذا لا يقلل من شأن الإجماع على احترام نهجه ورؤاه الوطنية، ودوره في العمل الإعلامي والوطني.
يحتل المرحوم مكانة مميزة في قلوب الكويتيين، بمختلف شرائحهم وفئاتهم.. ويعد من إحدى أهم الشخصيات السياسية والنيابية المؤثرة في الحياة السياسية ـــ التاريخية والشعبية.
يتميز الفقيد بكون انه صاحب ثقل شعبي، فقد كان يملك قاعدة شعبية تحيط به وتسانده، سواء من يتفق مع الرأي والفكر، أو حتى من المعارضين لخطه السياسي وفكره، كان منصتا لمخالفيه، ومحترما لوعوده تجاه ناخبيه وقاعدته الشعبية.. وهو أحد النماذج الوطنية التي ساهمت بفاعلية في القضايا التي تمس حاجات المواطنين.
كان رحمه الله عقلا سياسيا ناضجا، وصاحب تجربة نقابية وإعلامية وثقافية متميزة.. حسن الخلق وبشوش الوجه وطيب القلب.. وإنسانا بسيطا متواضعا، محبا مساعدة الآخرين، وكان سياسيا قريبا من نبض الشارع، بكل ما تحمله الكلمة من معان، ويرى في المكتسبات الدستورية والقانونية خط الدفاع الأول في استقرار البلد.
هناك إجماع على المكانة الخاصة التي يتميز بها، وعلى دوره «الطليعي» في إيصال رسالة «الطليعة» إلى الجمهور الواسع.. رسالة الخير والألفة بين أبناء الشعب.. رسالة الارتقاء فوق الخلافات وعدم السماح بتحويلها إلى صراعات طائفية ومذهبية.. رسالة الدفاع عن مطالب قوى المجتمع المدني، والدعوة إلى مواكبة التطور وعدم الغرق في متاهات التخلف السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي.
تعليقات