العقم الاجتماعي في الكويت!.. بقلم تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 368 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  العقم الاجتماعي..!

د. تركي العازمي

 

في المجتمعات الباحثة عن النمو والازدهار تجد عقلاءها ومثقفيها ومفكريها وباحثيها يتقدمون الصفوف وهم يحتفلون بولادة فكرة بناءة.. فكرة تخلق وضعاً جديداً يمسح «طلاسم» وضعها السابق.

نحن في الكويت... وفي أبسط المجالات «الرياضة» وهو مجال تخصصي أصبحنا بين تأجيل خليجي 23 وفتح ملف خليجي 16!

الكرة... أبسط الأمور لم نستطع معالجتها والفكرة المطلوبة لم تولد بعد.... فما بالنا بقضايا المجتمع الأخرى!

نعلم إن هناك دولاً تضع خططاً طويلة تصل إلى 50 أو 100 عام كما هي الحال في أميركا على سبيل المثال ونحن «مش طماعين» ولا مبالغين... «نبي» لو خطة خمسية يتم تنفيذها صح.

نسمع عن فساد في الرياضة.. وانتفاضة نيابية للتصدي له، ولم نجد حتى هذه اللحظة الحل ومحاسبة كل مقصر.

لهذا السبب لم نشعر بالازدهار «كروياً» لأننا تركنا المجال الفني المتخصص وذهبنا «نلطم» على وضعنا، وقس على هذا الأمر البسيط المجالات الأخرى من تنفيذ مشاريع وتطوير للفرد ومستوى الخدمات المقدمة له والحقوق والواجبات حتى الحريات صارت تجاوزات!

هل المسألة مرتبطة بشح في الموارد من عقلاء ومفكرين متخصصين والتي أشرنا إليها في أول فقرة من هذا المقال؟

الذي أعرفه ان كل ما تتطلبه الدولة من كوادر وعقول مفكرة و«فلوس» متوفرة لكن يبدو أننا لم نحسن استغلالها أو توظيفها في مكانها الصحيح ولهذا السبب الكل «يتحلطم» حتى في الكرة!

لذلك٬ أشعر بالحزن في وصف وضعنا بحالة «العقم الاجتماعي» لأننا إلى الآن لم نحتفل بفكرة ناجحة تطبق على أرض الواقع وفي وقت قياسي.. وإن ولدت فإنها لا تطبق ميدانياً لأسباب منها «التسييس»٬ «الحسد»، أو جهل القائمين على تنفيذها.

المجتمع بحاجة إلى من يلتفت إليه بعين «رحيمة» رأفة بالبلاد والعباد ففي كل ركن من أركان المجتمع بمختلف قطاعاته فيه من الهموم ما يكفي لولادة فكرة جديدة!

قد تكون العبارات الواردة في هذا المقال فيها نوع من أنواع الشرود الذهني ليس لعدم قدرتنا على التركيز بقدر ما هي من سبيل «جلد الذات» بطريقة عفوية لا ترتيب مسبق لعباراتها.

المراد٬ من منا لا يريد للمجتمع أن يتجاوز محنته الحالية؟، ومن منا لا يريد أن يرى الوطن ينمو ويزدهر؟

الكل يريد الخير.. ويطمح إلى عمل نقلة نوعية تبدأ بمحاسبة كل فاسد في الرياضة والاستثمار والمشاريع والخدمات و«الحكومة الإلكترونية» و«تجار الإقامات» وتجار المخدرات وتجار «التعليم والصحة»!

مَن يحاسب مَن؟ سؤال نسمعه متداولاً في الدواوين والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مواقع للاتهام والتيه الاجتماعي.

كم أنت بسيط أيها الإنسان بحكم طبيعتك البشرية... تقع تحت المغريات المادية وتلهث وراء الشهرة والجاه والكسب غير المشروع عندما لا تجد رادعاً يوقف نزوات نفسك الأمارة بالسوء.

نريد محاسبة فورية عبر «جلد الذات» فإن صلحت الأنفس فإن كل الأمور التي تطرقنا إليها في هذا المقال وغيره ستجد طريقها للحل تلقائياً.

لا تتركوا «النفوس» تعبث بنا و«هاتوا» النصوص التي تولد لنا أفكاراً بناءة توفر لنا التنمية والازدهار من خلال استقطاب عقلائنا ومثقفينا ومفكرينا وباحثينا... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك